وكالة روسية تزعم أن النظام هو من استهدف “فيلق الشام”
زعمت وكالة سبوتنيك الروسية أن طائرات حربية للنظام شنت صباح الإثنين، 26 من تشرين الأول، ضربات جوية مكثفة استهدفت معسكراً لتدريب عناصر فصيل “فيلق الشام” في منطقة الدويلة في ريف إدلب الشمالي الغربي.
ونقلت الوكالة عن مصدر لم تسمه، أن “طائرات الاستطلاع رصدت معسكر تدريب تابع للمجموعات المسلحة يحتوي على معدات عسكرية وعربات دفع رباعي وأسلحة متنوعة، حيث كانت تعمل المجموعات المسلحة على نقلها باتجاه جبل الزاوية وجسر الشغور”.
وفي وقت سابق اليوم، أفاد مراسل راديو الكل بمقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً وجرح نحو 30 آخرين بغارة روسية استهدفت معسكراً لفصيل فيلق الشام التابع للجيش الوطني والمنضوي في صفوف الجبهة الوطنية للتحرير شمال غرب إدلب.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير، النقيب ناجي مصطفى، لراديو الكل اليوم، إن القوات الروسية استهدفت كتيبة الدويلة التابعة للجبهة الوطنية للتحرير والمجاورة للحدود التركية.
وأضاف أن الهجوم خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن الجبهة الوطنية للتحرير بدأت الرد على الغارة الروسية عبر استهداف مواقع قوات النظام والميليشيات الروسية في مواقع عدة بالراجمات والصواريخ.
وتابع: “لن يقتصر الرد على هذا القصف بل سيستمر ويتصاعد ويكون قاسياً ثاراً لشهدائنا”، مشيراً إلى أن قوات النظام خرقت سابقاً الاتفاق وحاولت التقدم نحو المناطق المحررة، كما خرق الطيران الحربي الروسي ذلك الاتفاق مراراً.
بدروه أكد القيادي في صفوف الجيش الوطني السوري مصطفى سيجري لراديو الكل مسؤولية القوات الروسية عن الغارة، كاشفاً أنها استهدفت تخريج دفعة جديدة من مقاتلي المعارضة.
ونفى سيجري أن يكون المعسكر تابعاً لهيئة تحرير الشام، مؤكداً أن روسيا تحاول إعادة فرض نظام الأسد عبر استهداف المعارضة المعتدلة.
وأضاف القيادي في الجيش الوطني السوري أن روسيا جعلت الداخل السوري ورقة ضغط على المجتمع الدولي، داعياً تركيا إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً في وجه هذه الانتهاكات الروسية.
وصعدت قوات النظام والقوات الروسية من انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار في الآونة الأخيرة عقب تصاعد الخلافات بين أنقرة وموسكو إزاء الملف السوري لاسيما منطقة إدلب.
وحذرت الأمم المتحدة في 21 من الشهر الحالي من “استمرار الأعمال العدائية في شمال غربي سوريا بشكل شبه يومي على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأعلن الجيش الوطني في 2 من الشهر الحالي رفع جاهزيته تحسباً من تصعيد عسكري روسي ضد الشمال المحرر، ولاسيما المناطق الخاضعة لتفاهمات تركية روسية.
وطفا على السطح مؤخراً الخلاف بين أنقرة وموسكو بعد رفض تركيا طلباً روسياً بتقليص عدد نقاط المراقبة في إدلب، خلال تلك الاجتماعات المشتركة استضافتها أنقرة في 15 و16 أيلول الماضي، بحسب مصادر روسية.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، قال خلال مقابلة متلفزة يوم 17 من أيلول الماضي، إن العملية السياسية في إدلب قد تنتهي في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع روسيا، مضيفاً أن الاجتماعات الأخيرة التي جرت بين خبراء عسكريين روس وأتراك في أنقرة “لم تكن مثمرة للغاية”.
وعقب ذلك بيوم، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تركيا “تماطل” في تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.
وكان الرئيسان التركي والروسي توصلا، في 5 من آذار الماضي، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، غير أن النظام وحلفاءه انتهكوا ذلك الاتفاق مراراً.
جدير بالذكر أن فريق منسقو الاستجابة وثق في 16 من تشرين الأول الحالي، تسجيل ما لا يقل عن 3,174 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار على يد قوات النظام وحلفائه في شمال غربي سوريا منذ الإعلان عنه في 5 من آذار الماضي.