إيران تسلم نظام الأسد شحنات نفط في عرض البحر
يواجه نظام الأسد أزمة محروقات خانقة منذ أسابيع تجلت بطوابير سيارات امتدت لمسافات طويلة أمام محطات الوقود
سلمت إيران عدة شحنات من النفط الخام لنظام الأسد، في محاولة للتخفيف من حالة الاستياء الشعبي على خلفية أزمة المحروقات التي تعيشها مناطق النظام منذ نحو شهرين.
ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة أشخاص ينشطون في قطاع الشحن ورجل أعمال مقيم في دمشق أمس الجمعة، 23 من تشرين الأول، إن “سفينة بدأت تفريغ 38 ألف طن من البنزين في مرفأ بانياس النفطي يوم الاثنين الماضي، وذلك عقب ثلاثة أسابيع من تفريغ سفينة أخرى حمولتها البالغة مليون برميل من الخام الإيراني”.
وقالت شركة شحن مقرها بيروت وشاحن إقليمي في عمّان، إن “سفينة إيرانية تحمل مليون برميلاً آخر قامت بتفريغ شحنتها في البحر الأبيض المتوسط إلى سفينتين صغيرتين لتسليمها إلى نظام الأسد وقد تم تسليمها قبل أسبوعين”.
وأفاد ثلاثة مسؤولي شحن آخرين، أن النقص المزمن في كميات الوقود لدى نظام الأسد تفاقم جراء انخفاض الشحنات الإيرانية بموجب الخط الائتماني إلى النصف خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وأوضحوا أن ذلك يعود إلى تفضيل إيران زيادة مبيعات النفط النقدية للعملاء الآسيويين بدلاً من تزويد نظام الأسد، ولاسيما أن الاقتصاد الإيراني يعاني أيضاً من تأثير العقوبات الأمريكية ووباء فيروس كورونا.
ووفقاً لبيانات موقع “Tanker Trackers”، المعني بتعقب الشحنات وتخزين النفط، ارتفعت الصادرات الإيرانية الشهر الماضي من النفط في تحد للعقوبات الأمريكية.
وبحسب خبراء في مجال صناعة النفط، التقطت سفن أجنبية في عرض البحر عبر عمليات تفريغ من سفينة إلى أخرى، نصف صادرات الخام الإيراني ما يجعل من الصعب تحديد الوجهات النهائية.
وأضافوا أن تشديد الرقابة من قبل السلطات اللبنانية لتجنب التعرض لعقوبات “قيصر”، قلص أيضاً استخدام الموانئ اللبنانية.
ورغم ذلك، أكد اثنان من تجار النفط في دمشق ومصرفي مقيم في بيروت على دراية بتجارة النفط السورية، أن حكومة النظام قامت أيضا بتأمين شحنات جديدة من المازوت يتم استيرادها عبر لبنان وتنقل عن طريق البر، فضلاً عن تأمين إمدادات عبر معبر القائم الحدودي مع العراق.
ويواجه نظام الأسد أزمة محروقات خانقة منذ أسابيع تجلت بطوابير سيارات امتدت لمسافات طويلة أمام محطات الوقود.
وقبل أيام أعلنت حكومة النظام رفع اسعار الوقود بنسب مختلفة تجاوز بعضها حاجز 100 بالمئة.
وفقد نظام الأسد سيطرته على معظم حقول النفط السورية في شمال وشرق سوريا إلى صالح تنظيم داعش ومن ثم الوحدات الكردية التي تتلقى دعماً أمريكياً.
وتفرض وزارة الخزانة الأمريكية منذ العام 2014 عقوبات على منشآت نفطية تابعة للنظام، وحظرت على المواطنين والشركات الأميركية القيام بأي تعاملات مع شركتي مصفاة بانياس ومصفاة حمص.