إصابات كورونا في الشمال السوري.. والمتوقع في حال الالتزام بتدابير الوقاية
تزداد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الشمال السوري المحرر يوماً بعد يوم وسط تخوف من حدوث كارثة في المنطقة في حال عدم اتخاذ التدابير الكافية من الوقاية.
في حديث خاص لراديو الكل مع الدكتور مازن خير الله استشاري الأمراض المُعْدية والإنتانية وأمراض العناية المركزة وأستاذ مشارك في جامعة نورث داكوتا في الولايات المتحدة الأمريكية يبين فيه مواضيع مهمة تتعلق بفيروس كورونا في الشمال السوري.
إحصائيات دقيقة في الشمال المحرر أم لا؟
يوضح د. خير الله أن المعلومات المتوفرة لديه حول الإحصائيات هي من جهات رسمية وأن عدد الحالات المثبتة في شمال غرب سوريا حتى نهاية الأسبوع الماضي كانت حوالي 2000 حالة تم إثباتها عن طريق مسحة الأنف أو البلعوم الأنفي، أي إنها حالات إيجابية مؤكدة.
ومن بين هذه الحالات 500 إصابة للكوادر الطبية والعاملين في المجال الطبي من أطباء وممرضين وممرضات، ومعظم هذه الحالات تتراوح شدتها بين الخفيفة والمعتدلة، والحالات الشديدة كانت حوالي 1%، كما أن عدد الوفيات وصل إلى 26 حالة، ومن المتوقع أن الحالات الحقيقية التي لم يتم تشخيصها وإثباتها بمسحة البلعوم، يعتقد أنها 10 أضعاف الحالات المسجلة، أي حوالي 20 ألف حالة على الأقل، ومن المعلوم أن تعداد السكان في الشمال السوري حوالي 4.2 مليون نسمة.
هل هناك موجة أخرى أشد في الأشهر المقبلة؟
تعتمد التوقعات على مدى تطبيق القواعد الوقائية ومدى التزام الناس بها، ويقول د. خير الله “في حال بقي الوضع كما هو، التباعد الاجتماعي محدود جداً، ونسبة الالتزام بارتداء الكمامات لا تزيد عن 5%، كما أن نسبة الالتزام بغسل الأيدي بعد التماس لا تتجاوز 30%، كما أن المدارس لم تغلق إلا لفترة محدودة في شمال غرب سوريا، فهذه المعطيات تشير إلى ذروة في منتصف شهر تشرين الثاني قد تصيب أكثر من 50% من سكان المنطقة، فمن المتوقع أن يكون هناك أكثر من مليونين و400 ألف حالة، ما يعتبر عدداً هائلاً ووضعاً كارثياً، حيث سيكون في المشافي حوالي 70 ألف مصاب، وستكون ذروة مراجعة الحالات للمشافي يومياً حوالي 1500 مصاب، وهو عدد كبير نظراً للطاقة الاستيعابية للمشافي، كما يتوقع أن يصل عدد الوفيات إلى 8400 وفاة نتيجة هذا الوباء، في حال لم يتم تحسين الإجراءات الوقائية”.
في حال الالتزام بالإجراءات الوقائية
يرى د. خير الله أنه بالمقابل لما ذكره سابقاً وفي حال تم رفع نسبة الالتزام بارتداء الكمامات إلى 60% ورفع نسبة غسل اليدين إلى 70% في ظل الالتزام بـ25% بالتباعد الاجتماعي، مع تمديد إغلاق المدارس وعزل المصابين الذين تظهر عليهم الأعراض، سيشكل هذا فرقاً شاسعاً، ما يعني إصابة 340 ألف حالة، وستكون المراجعات للمشافي حوالي 9 آلاف حالة مقابل 70 ألف حالة، وسيصاحب قلةَ عدد الذروة تأخرٌ في قدومها لأواخر شهر كانون الأول بعدد حالات لا يتجاوز 230 حالة يومياً، وتستطيع المستشفيات بهذه الحالة استقبال الحالات بأريحية ودون ضغط على الجهاز الصحي المحدود أصلاً، وسينخفض عدد الوفيات المتوقعة من 8 آلاف في الحالة الأولى المتوقعة إلى 600 حالة. ويلفت د. خير الله الانتباه إلى أن ذكر هذه الأرقام هو لبيان أن الأمور من الممكن أن تكون خطيرة جداً، وأنه يوجد كثير من الناس إلى الآن ليست معتقدة أن إجراءات الوقاية لها أهمية حقيقة، وهذا ما تمت معاينته في بلدان أخرى حيث أن لبس الكمامة وغسل اليدين والابتعاد الاجتماعي أحدث فرقاً كبيراً جيداً.