أعراض الإصابة بالزكام… والفرق بينه وبين كورونا
كثيراً ما تتشابه الأعراض بين حالات الزكام وحالات كورونا ويختلط ذلك على الناس ما يسبب صعوبة في التفريق بينهما، وفي حديث خاص مع الدكتور مازن خير الله استشاري الأمراض المعدية والإنتانية وأمراض العناية المركزة وأستاذ مشارك في جامعة نورث داكوتا في الولايات المتحدة الأمريكية يبين الكثير من التفاصيل حول هذا الموضوع.
مدى شيوع حالات الزكام في المجتمع
يوضح د. خير الله أن الزكام يعرف بأنه التهاب في الطرق التنفسية العلوية يشمل الأنف والجيوب الأنفية والبلعوم الأنفي، وتسببه عدة فيروسات على رأسها Rhinovirus، لكن فيروسات كورونا الاعتيادية غير كورونا المستجد المنتشر حالياً أيضاً تسبب التهابات في الطرق التنفسية العلوية وما يعرف بالزكام الشائع.
يصاب الشخص وسطياً بالزكام من مرتين إلى ثلاث مرات سنوياً، لكن الحالات تزداد في الشتاء أكثر من الصيف، ويكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالزكام بسبب ذهابهم للمدارس واختلاطهم بالآخرين، ما يجعل إصابة الأطفال بالزكام من 5 إلى 7 مرات سنوياً، وغالباً لا يوجد شخص يمكن أن تمر عليه السنة دون التعرض للزكام ولو لمرة واحدة.
أعراض المصاب بالزكام
تتمثل الأعراض لدى المصاب بالزكام -حسب د. خير الله- باحتقان الأنف أو سيلانه، فيمكن أن ينسد الأنف نتيجة تجمع المفرزات والاحتقان الشديد، ويترافق هذا العرض مع العطاس واحتقان وتدميع العينين وآلام البلعوم مع سعال خفيف، ويمكن أن يشكو المريض من صداع خفيف، وفي بعض الأحيان يشكو من آلام في مختلف الجسد.
التمييز بين الزكام وبين حالات كورونا
ويبين د. خير الله أن المشكلة تكمن في التمييز بين الحالتين فبعض حالات كورونا المستجد يمكن أن تسبب فقط التهاباً في الطرق التنفسية العلوية، والمعروف أن كورونا يسبب التهاباً في الطرق التنفسية العلوية والسفلية، أي التهاب ذات الرئة، إلا أن بعض حالات كورونا يمكن أن تقتصر فقط على التهاب الطرق التنفسية العلوية، وحينها تكون الأعراض مشابهة تماماً لأعراض الزكام، ما يجعل التفريق بينهما من الناحية السريرية أمراً صعباً.
وإذا كان لا بد من التفريق، فيجب إجراء مسحة الأنف أو البلعوم الأنفي، لكن من الممكن أن توجد أعراض سريرية أخرى، فالأعراض الأساسية للزكام من احتقان وسيلان وانسداد في الأنف وتدميع العينين وعطاس وآلام في البلعوم ممكن أن تكون ذاتها لكورونا، لكن إذا ظهرت أعراض أخرى مرافقة لهذه الأعراض يمكن التوجيه إلى أنه كورونا، مثل
العرض الأول: وهو ارتفاع الحرارة، فالزكام لا يترافق عادة مع حرارة عالية، فالحرارة المرتفعة توجِه نحو كورونا
والعرض الثاني: التعب والوهن الشديدان، فالزكام عادة لا يترافق مع وهن وتعب شديدين، والمصاب بالزكام مع كونه مصاباً بالاحتقان وآلام البلعوم، ولكنه يستطيع القيام بمهامه اليومية، كما أن الزكام يمكن أن يترافق مع صداع خفيف، غير أن الصداع الشديد يلاحظ أكثر في حالات كورونا.
والعرض الثالث الذي يوجه نحو كورونا هو الشكاوى الهضمية كالإسهال، فالزكام عادة لا يترافق مع أعراض هضمية، ففي حال اشتكى المصاب من احتقان في الطرق التنفسية العلوية وأعراض هضمية فغالباً ما يكون مصاباً بكورونا.
والعرض الرابع الخاص بكورونا فقدان أو تأذي حاستي الشم والتذوق، ففي حال فقدانهما يوجه العرض إلى كورونا، وكما أن كورونا يسبب ضيقاً وصعوبة في التنفس، فالزكام لا يتسبب بذلك.
وبالعموم يصعب تفريق حالات كورونا عن حالات الإنفلونزا حتى إذا وجدت الأعراض التي مر ذكرها من الحرارة والوهن والتعب والأعراض الهضمية، هذا كله بالإضافة لضيق النفس وصعوبة في التنفس ممكن أن يكون في الإنفلونزا أو الكورونا إلا أن حاسة الشم إذا تأذت فهذا الشيء يوجه أكثر نحو كورنا وليس الإنفلونزا.
وبالنهاية للتفريق بين الزكام والكورونا والإنفلونزا نحتاج إلى مسحة الأنف أو البلعوم الأنفي.