تأذي حاستي الشم والتذوق عند مرضى كورونا.. شيوعها وعلاقتها ببقية الأعراض
تطرح الكثير من التساؤلات عن مدى تأذي حاستي الشم والتذوق عند الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد -19 وعما إذا كان التأذي يستمر مدى الحياة أم لا، وغيرها من التساؤلات التي نجيب عنها مع الدكتور مازن خير الله استشاري الأمراض المُعْدية والإنتانية وأمراض العناية المركزة وأستاذ مشارك في جامعة نورث داكوتا في الولايات المتحدة الأمريكية في حديثٍ خاص مع راديو الكل
شيوع عرض تأذي حاستي الشم والتذوق في سياق الإصابة بفيروس كورونا
يوضح د. خير الله أنه لا يوجد دراسات في الشرق الأوسط تتحدث عن مدى شيوع عرض تأذي حاستي الشم والتذوق بسبب كورونا، لكن يمكن الاعتماد على المشاهدات السريرية والدراسات الموجودة في البلدان الأخرى من المشاهدات السريرية.
فالعرض شائع وقد تصل نسبة شيوعه حوالي 50 بالمئة عند المرضى في الشرق الأوسط لكن وبدراسة كورية كانت نسبة المرضى المصابين بفيروس كورونا الذين يشكون من أعراض تأذي حاستي الشم أو التذوق هي حوالي 16 بالمئة،
وبدراسة صينية وصلت هذه النسبة إلى 66 بالمئة، ومعظم الحالات كان يترافق فيها العرضان مع بعض، تأذي حاسة الشم وحاسة التذوق تقريبًا ب 50 إلى 52 بالمئة من الحالات، لكن ممكن أن يكون التأذي بحاسة الشم لوحده حوالي 30 بالمئة من الحالات، والتذوق حوالي 20 بالمئة من الحالات.
شكوى المريض من العرض وعلاقته ببقية أعراض كورونا
يشاهد تأذي حاستي الشم والتذوق عند النساء أكثر من الرجال، وعند الكهول متوسطي العمر أكثر من المتقدمين بالعمر، وعند البدينين أكثر من النحيلين.
وتختلف الأعراض من مريض إلى آخر، فيمكن أن تكون عبارة عن غياب كامل لحاستي الشم والتذوق عند معظم المرضى لكن المريض يمكن أن يشكو من نقص في هذين الحاستين، بقوله مثلاً ” خف الشم بشكل كبير عندي” يعني هو يشم لكن ليس مثل العادة، فهذا الشيء كان عند نسبة أقل من المرضى بحسب ما يذكر د. خير الله
ويضيف أنه من الممكن أن يوجد تبدل باستقبال الإحساس، حيث إن المريض يصف ذلك بتبدد بالروائح المعروفة له، أو النكهات المعروفة بالطعام أو أحيانًا تكون الروائح غريبة أو كريهة أو يكون المذاق غريباً للأطعمة كلها، فيقول إنّ “الطعام كله قد تغيرت طعمته لا أشعر أنه نفس الطعم الذي كنت أعرفه”.
ويقول د. خير الله “الأعراض كانت موصوفة بأنها شديدة إلى شديدة جدًا عند حوالي 40 بالمئة من المرضى، كانت نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى الذين عانوا من تأذي الحواس بنفس الوقت عندهم انسداد بالأنف بنسبة حوالي 35 بالمئة من المرضى”.
وفيما يخص علاقتها بالأعراض فيمكن أن تسبق الأعراض الأساسية للكورونا وهي الحرارة السعال التعب العام والآلام العضلية، وبالتالي يمكن أن تبدأ الأعراض بشكل تأذي بالحواس، بعدها تظهر الأعراض الأساسية للمرض، وهذا ما شوهد بنسبة حوالي 10 إلى 12 بالمئة.
ويبين د. خير الله أن الأعراض تظهر مع بعضها ما يعني أن المريض يشعر بكل شيء من أعراض كورونا، بالإضافة لتأذي حاستي الشم والتذوق بنسبة حوالي 23 بالمئة، ولكن من الممكن أيضًا أن يوجد أعراض أساسية لكورونا بنسبة 27 بالمئة من المرضى، وبعدها تذهب هذه الأعراض وبعدها تغيب عند المريض حاسة الشم والتذوق.
هل يمكن أن يكون تأذي الحاستين العرض الوحيد؟
يجيب د. خير الله عن هذا السؤال بقوله “هذه نسبة قليلة، لكن يمكن أن يكون تأذي حاستي الشم والتذوق هو العرض الوحيد للكورونا من دون وجود أي أعراض أخرى، وهذا الشيء كانت نسبته حوالي من 3 إلى 6 بالمئة.