فقدان حاستي الشم والتذوق لدى مرضى كورونا.. سببه ومدته والعلاج
تطرح الكثير من التساؤلات عن مدى تأذي حاستي الشم والتذوق عند الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد -19 وعما إذا كان التأذي يستمر مدى الحياة أم لا، وغيرها من التساؤلات التي نجيب عنها مع الدكتور مازن خير الله استشاري الأمراض المُعْدية والإنتانية وأمراض العناية المركزة وأستاذ مشارك في جامعة نورث داكوتا في الولايات المتحدة الأمريكية في حديثٍ خاص مع راديو الكل
هل تأذي حاستي الشم والتذوق يدل على أنّ المرض شديد؟
كما يبين د. خير الله فإنه بالعكس تماماً، يدل تأذي حاستي الشم والتذوق أن احتمالية أن تكون الإصابة خفيفة هي أكثر.
فقد أظهرت الدراسات أن تأذي هاتين الحاستين يترافق مع نسبة دخول إلى المشفى، أقل ونسبة الدخول إلى العناية المركزة أقل، ونسبة التنبيب أو الوضع على جهاز تنفس اصطناعي ومتلازمة العسرة التنفسية كانت أقل عند أولئك المرضى الذين فقدوا حاستي الشم بالمقارنة مع المرضى الذين لم يفقدوا هاتين الحاستين.
سبب غياب أو تأذي حاسة الشم عند المرضى
يكمن الخوف في أن تكون العصبونات الشمية هي المتأذية لكن بدراسة نشرت بمجلة “ساينس أدفانسس” أظهرت أنه لا يوجد مستقبلات للفيروس ضمن العصبونات أو الشمية وإنما هذه المستقبلات التي يتوضع عليها الفيروس موجودة فقط في الخلايا الداعمة للجهاز الشمي وبالتالي يعتقد أن إصابة هذه الخلايا بالفيروس مباشرة بسبب الاحتقان وبسبب الأذية للغشاء المخاطي للأنف هي التي تؤثر على حاسة الشم، وبالتالي تغيب حاسة الشم عند هؤلاء المرضى حسب ما ذكر د. خير الله.
مدة استمرار تأذي الحاستين.. وهل المريض معدٍ خلال هذه الفترة؟
يعتبر هذا العرض مزعجاً للكثير من المرضى، فتأذي هاتين الحاستين يستمر من عدة أيام إلى عدة أسابيع، فالمريض يجب أن يكون صبوراً قليلًا.
بدراسة صينية ذكرت أن الأعراض عادت إلى طبيعتها بعد أربعة أسابيع عند فقط حوالي 48 بالمئة من المرضى يعني نصف المرضى تتحسن الأعراض عندهم خلال الأسابيع الأربعة الأولى، يوجد تحسن بشكل ملحوظ عند أربعين بالمئة من مرضى آخرين.
إما أن تعود الحواس إلى طبيعتها عند حوالي 90 بالمئة من المرضى، أو تتحسن بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأربع الأولى، ولكن بقيت الأعراض بعد
أربعة أسابيع كما هي عند نسبة 10 بالمئة من المرضى، أو أنهم يشكون ويقولون “إنها أسوء مما كانت عليه”
ويضيف د. خير الله “ومن مشاهدتنا السريرية، استمرت هذه الأعراض 6 أشهر فعند 10 بالمئة من المرضى يستمر غياب هاتين الحاستين إلى عدة أشهر،
وأنا متابع لمرضى حاليًا منذ 3 أو 4 أشهر وإلى الآن لم تعد هذه الحواس لهؤلاء المرضى”.
وفيما يخص هذه الفترة من نقل العدوى فالمريض معدٍ بالمراحل الأولى، لكن يصبح غير معدٍ إذا زالت الأعراض الأساسية من حرارة وألم بالبلعوم وسعال ومضى عليه 10 أيام على الأقل منذ بداية المرض.
وحتى لو استمر غياب هذه الحواس فالمريض غير معدٍ إذا ما زالت الأعراض الأساسية للمرض بحسب د. خير الله
العلاج
يؤكد د. خير الله أنه لا يوجد أي معالجة نوعية إنما فقط تعطى مضادات الاحتقان في حال وجود احتقان في الأنف.
ومن الممكن تمرين حاسة الشم عن طريق استنشاق روائح قوية مثل الليمون أو القرنفل أو العطور المختلفة لمدة 20 ثانية بشكل متواصل، يأخذ نشقات متكررة وراء بعضها لمدة 20 ثانية عدة مرات في اليوم الواحد على مدى الأسابيع القادمة من المرض، حتى عودة الحواس، وهذا ما يسمى تمرين حاسة الشم، ويمكن أن يعطي نتائج عند نسبة جيدة من المرضى.
هل يمكن فقدان هذه الحواس دائماً؟
يذكر د. خير الله أنه من الناحية العلمية واعتمادًا على دراسات فإن الإصابة هي للخلايا الداعمة للجهاز الشمي، هذه الخلايا قادرة على أن تجدد نفسها وبالتالي تعود إلى عملها بشكل وظيفي جيد.
ويضيف د. خير الله “باعتبار أننا لا نعتقد أن هناك إصابة مباشرة للعصبوانات الشمية فهناك اعتقاد بأنه على الغالب لن يكون هناك غياب دائم لهذه الحواس وإنما ستعود للطبيعي، لكن هذا الشيء اعتمادًا على الدراسات الموجودة بين أيدينا حاليًا نحتاج إلى وقت أطول لمعرفة إذا كان هذا الشيء صحيح أم لا وبالتالي لا أستطيع أن أطمئن كل العالم أن حاسة الشم ستعود إلى طبيعتها، على الغالب ستعود إلى طبيعتها ولن يكون هناك إصابة دائمة لكن ممكن أن نرى دراسات جديدة نغير فيها هذا الشيء”.