عقب وفاة أحد المعتقلين.. الائتلاف يدين تقصير الحكومة اللبنانية إزاء السجناء السوريين
أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية تقصير الحكومة اللبنانية في آداء واجبها بحق المعتقلين السوريين في لبنان على خلفية وفاة معتقل سوري في سجن رومية اللبناني بسبب الإهمال وغياب إجراءات السلامة.
وقال الائتلاف الوطني في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني أمس 5 من تشرين الأول، إن “مصادر حقوقية أكدت وفاة المواطن السوري محمود فرح من منطقة القصير بريف حمص، والذي كان على وشك إنهاء محكوميته وإطلاق سراحه، حيث عاش فترة طويلة من الإهمال الطبي والصحي وعانى من صعوبات ناجمة عن تردي الأوضاع والخدمات ومستوى النظافة وسوء التغذية”.
وأضاف أن “وفاة المعتقل السوري في سجن رومية اللبناني بسبب الإهمال وغياب إجراءات السلامة يعتبر أمراً كارثياً ويستدعي تدخلاً مباشراً من المنظمات الدولية لإنقاذ البقية وتفحص ملابسات اعتقال السوريين في لبنان ومراقبة مدى توفر حقوق السجناء وإجراءات السلامة لاسيما في ظل تفشي وباء كورونا”.
وأكد البيان أن “احتجاز المعتقلين وسط هذه الظروف الكارثية تصرف غير إنساني وغير أخلاقي، كما أنه خرق للقانون الدولي يوشك أن يكون شكلاً من أشكال الإبادة الجماعية”.
وذكر البيان أن الائتلاف يتابع الموقف ويتواصل مع جهات متعددة لمتابعة أوضاع أكثر من 1,800 سوري معتقل في ظروف قاسية وغير إنسانية للغاية بعد الحكم على كثير منهم بأحكام جائرة وظالمة.
وأشار إلى حق السجناء في الحصول على الرعاية والحماية اللازمة والكافية، مهما كانت خلفيات وأسباب ودواعي الاعتقال والتوقيف مضيفاً أن أي تهاون في تقديم العناية الصحية أمر مرفوض ويرقى لكونه جريمة.
وطالب البيان بوقف جميع إجراءات التوقيف التعسفي في لبنان، وإجراء مراجعة عاجلة لجميع قرارات التوقيف والاعتقال والأحكام الصادرة بحق السجناء والمعتقلين، ولاسيما السوريين منهم، وإطلاق سراح من لا يشكلون خطراً على المجتمع والذين أوشكوا على إتمام مدة الحكم الصادرة بحقهم.
كما دعا الائتلاف مجدداً المنظمات الحقوقية الدولية والصليب الأحمر الدولي، بإجراء زيارات فورية إلى سجن رومية وباقي السجون اللبنانية للوقوف على الظروف التي يحتجز فيها السجناء وتقديم التوصيات اللازمة لضمان سلامتهم.
وأمس الاثنين، أكد المرصد اللبناني لحقوق السجناء وفاة السجين السوري “محمود فرح (52 عاماً) نتيجة للإهمال الطبي في سجن رومية، وذلك قبيل شهرين من انقضاء فترة سجنه.
وبحسب المرصد، كان السجين بصحة جيدة قبيل دخوله سجن رومية لكنه أصيب نتيجة ظروف الاحتجاز السيئة بالربو أو السكري أو الضغط أو التضخم بأعصاب المفاصل الذي أدى لشلل حركي للسجين.
ورغم وضعه الصحي المتردي كان السجين ينام أحياناً في الممرات أو الحمامات بسبب اكتظاظ غرف السجن.
وكانت قوى الأمن الداخلي اللبناني نفت وفاة السجين محمود فرح في سجن رومية جراء إصابته بفيروس كورونا وقالت إنه كان يعاني مشاكل صحية في القلب والمفاصل.
وسبق أن حذر الائتلاف في 23 من أيلول الماضي، من مصير مجهول ينتظر المعتقلين السوريين في سجن رومية بلبنان، بعد تقارير أشارت إلى تفشي وباء كورونا داخل السجن.
وذكر الائتلاف في بيان حينها بأن أعداد المصابين داخل سجن رومية زادت عن 300 منهم 139 سورياً جرى توثيق أسمائهم.
وأضاف أنه يتواصل مع جهات متعددة لمتابعة أوضاع أكثر من 1,800 سوري معتقلين في سجون لبنانية معظمهم موجودون في سجن رومية.
وبحسب تقارير إعلامية، يضم المبنى “ب” في سجن رومية 500 شخص سوري، فيما يضم المبنى “د” 300 سوري آخر.
ويضم سجن رومية بالمجمل نحو 4 آلاف نزيل، وهو رقم يفوق بنحو ثلاث مرات قدرته الاستيعابية، وفق وسائل إعلام لبنانية.
وسبق أن وجه المعتقلون السوريون داخل سجن رومية نداءات استغاثة ونفذوا إضراباً عن الطعام لإطلاق سراحهم في ظل تفشي وباء كورونا.
كما نظم عشرات من أهالي سجناء “رومية”، مؤخراً عدة اعتصامات أمام قصر العدل في بيروت، للمطالبة بالعفو عن ذويهم للحيلولة دون تفشي كورونا بينهم.
وبحسب المفوضية الأممية لشؤون الإنسان، لجأ إلى لبنان نحو مليون سوري، فيما تقول الحكومة اللبنانية إن أعدادهم تقارب المليون ونصف المليون لاجئ.
جدير بالذكر أن لبنان سجل لغاية أمس الأربعاء 45,657 إصابة بكورونا، فارق 414 منها الحياة.