تركيا: حلف “ناتو” امتنع عن دعمنا في منطقة إدلب
أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن حلف شمال الأطلسي “ناتو” امتنع عن دعم تركيا في منطقة إدلب، رغم إقرار الاتحاد الأوروبي آنذاك بتسبب العملية العسكرية للنظام وحلفائه بموجة نزوح قاربت أعدادها المليون شخص.
وقال الوزير التركي في مؤتمر صحفي مع أمين عام الحلف، ينس ستولتنبرغ، بالعاصمة أنقرة أمس الإثنين، 5 من تشرين الأول، إن “تركيا تقدمت إلى الحلف بطلب دعم لوقف عدوان نظام الأسد وداعميه في إدلب لكن أقولها بكل أسف إن حلفاءنا امتنعوا عن تقديم هذا الدعم لأسباب مختلفة”.
وأضاف تشاووش أوغلو أن بعض الحلفاء في الناتو ينتهكون القانون الدولي بشكل صارخ بتقديمهم الدعم إلى تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا”.
ولفت إلى أن بلاده تنتظر من حلفائها دعماً ملموساً في الحرب على الإرهاب، وأن يمتنعوا عن دعم التنظيمات الإرهابية في حال رفضوا تقديم الدعم لبلاده.
وقال : “لا يمكن قبول انخراط بعض الحلفاء مع التنظيمات المدرجة على لوائح الإرهاب لدينا”.
وفي 19 من آذار الماضي، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، ينس ستولتنبرغ، إن الحلف يدرس سبل تعزيز دعمه لتركيا، بعد الهجمات التي تعرضت لها في منطقة إدلب، غير أن التحالف لم يعلن اتخاذ أي إجراءات على الأرض لوقف التصعيد العسكري للنظام.
كما دعت الممثلية التركية الدائمة لدى الاتحاد الأوروبي، التكتل في 4 من آذار الماضي، إلى تقديم الدعم لأنقرة بخصوص التطورات في محافظة إدلب بهدف منع حدوث موجة جديدة من طالبي اللجوء، والالتزام بالاتفاق المبرم بين الجانبين عام 2016.
وشنت قوات النظام بدعم روسي وإيراني عملية عسكرية واسعة ضد الشمال المحرر ابتداءً من كانون الأول 2019 ما أدى إلى نزوح قرابة مليون شخص، بحسب تقديرات الاتحاد الأوروبي.
وسيطرت قوات النظام وحلفاؤها خلال الهجوم على مناطق واسعة من ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي قبل أن تتوقف في 4 من آذار الماضي بعد توصل الرئيسين التركي والروسي على وقف لإطلاق النار.
وفي 3 من تشرين الأول الحالي، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده لن تقبل بأي خطوة من شأنها التسبب بأزمة إنسانية جديدة في إدلب، محذراً من أن تركيا قد تطلق عمليات عسكرية ضد أوكار الإرهاب ما لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة لها.
وقال إن الأطراف التي تلتزم الصمت إزاء التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها تضع كافة المبادئ الأخلاقية والقانونية والحقوقية جانباً عندما يتعلق الأمر بتركيا.
ويأتي حديث الوزير التركي عن خذلان حلف الناتو لموقف بلاده في إدلب بالتزامن مع تصاعد الخلافات بين تركيا وروسيا إزاء ملف إدلب.
وبحسب مصادر روسية، رفضت تركيا طلباً روسياً بتقليص عدد نقاط المراقبة في إدلب، خلال تلك الاجتماعات مشتركة استضافتها أنقرة في 15 و16 أيلول الماضي.
وفي 17 من أيلول الماضي، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في مقابلة متلفزة، إن العملية السياسية في إدلب قد تنتهي في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع روسيا.
وأضاف حينها: “بالنسبة لسوريا، نحن بحاجة للحفاظ على وقف إطلاق النار في منطقة إدلب أولاً”، موضحاً أن الاجتماعات بين خبراء عسكريين روس وأتراك في أنقرة، الأسبوع الماضي، “لم تكن مثمرة للغاية”.
وفي 18 من أيلول، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تركيا “تماطل” في تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.
وسبق أن أكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في 27 من آب الماضي، أن بلاده على تواصل دائم مع روسيا لمنع جهود إفساد وقف إطلاق النار في إدلب.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد في 10 من حزيران الماضي أن بلاده لن تسمح بتحويل المناطق المحررة في شمالي غرب سوريا إلى بيئة صراع مجدداً، رغم استفزازات قوات النظام المتكررة.