عقب يوم من تحذيرات تركية.. قوات النظام تصعد ضد الشمال المحرر
كثفت قوات النظام من انتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في الشمال المحرر بعد يوم من تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده لن تسمح بالتسبب بأزمة إنسانية جديدة في إدلب.
وقال مراسل راديو الكل في إدلب اليوم 4 من تشرين الأول، إن قوات النظام تستهدف بالمدفعية الثقيلة محاور الفطيرة وكنصفرة جنوبي إدلب قرابة الساعة التاسعة من صباح اليوم.
وأضاف أن قوات النظام عاودت بعد ذلك استهداف بلدة كفر عويد بقذائف المدفعية دون أن يسفر ذلك عن سقوط ضحايا.
وبحسب المراسل باتت معظم البلدات والقرى شبه خاوية من الأهالي جراء استهدافها بشكل شبه مستمر من قبل قوات النظام.
من جانبها ردت فصائل المعارضة على تلك الانتهاكات وقصفت بقذيفتي مدفعية مواقع لقوات النظام جنوب إدلب.
وفي محافظة اللاذقية، استهدفت قوات النظام بقذائف المدفعية محور الزيتونة في جبل التركمان شمالي اللاذقية.
في حين أعلنت هيئة “تحرير الشام” إسقاط طائرة مسيرة لقوات النظام فوق محاور جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.
ويأتي التصعيد العسكري من قبل قوات النظام عقب ساعات من تأكيد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رفض بلاده لأي تصعيد عسكري في إدلب.
وقال أردوغان، أمس السبت، إن الوجود التركي الفاعل سيتواصل ميدانياً حتى يتحقق الاستقرار على الحدود الجنوبية مع سوريا.
وأضاف أن تركيا لن تقبل بأي خطوة من شأنها التسبب بأزمة إنسانية جديدة في منطقة إدلب.
وفي الأثناء، رفعت فصائل الجيش الوطني السوري جاهزيتها تحسباً من تصعيد عسكري روسي ضد الشمال المحرر، ولاسيما المناطق الخاضعة لتفاهمات تركية روسية.
وجاء تصريح الرئيس التركي مع رفع الجيش الوطني لجاهزيته على وقع تصاعد الخلافات بين تركيا وروسيا إزاء سوريا ولاسيما ملف إدلب.
وكانت العاصمة التركية أنقرة شهدت في 15 و16 أيلول الماضي، اجتماعات بين الجانبين التركي والروسي، على مستوى الوفود التقنية العسكرية والسياسية والأمنية، حول آليات ضبط الأوضاع الميدانية في إدلب.
وبحسب مصادر روسية، رفضت تركيا طلباً روسياً بتقليص عدد نقاط المراقبة، خلال تلك الاجتماعات.
وعقب ذلك بيوم، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في مقابلة متلفزة، إن العملية السياسية في إدلب قد تنتهي في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع روسيا.
وأضاف حينها: “بالنسبة لسوريا، نحن بحاجة للحفاظ على وقف إطلاق النار في منطقة إدلب أولاً”، موضحاً أن الاجتماعات بين خبراء عسكريين روس وأتراك في أنقرة، الأسبوع السابق “لم تكن مثمرة للغاية”.
وفي 18 من أيلول، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تركيا “تماطل” في تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.
وسبق أن أكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في 27 من آب الماضي، أن بلاده على تواصل دائم مع روسيا لمنع جهود إفساد وقف إطلاق النار في إدلب.
وفي 10 من حزيران الماضي أكد الرئيس التركي أن بلاده لن تسمح بتحويل المناطق المحررة في شمالي غرب سوريا إلى بيئة صراع مجدداً، رغم استفزازات قوات النظام المتكررة.
وكان الرئيسان التركي والروسي توصلا، في 5 من آذار الماضي، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، غير أن النظام وحلفاءه انتهكوا ذلك الاتفاق مراراً.