واشنطن تعيد من سوريا آخر مواطنيها المتهمين بالانضمام لداعش
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها أعادت من سوريا آخر مواطنيها المتهمين بالانضمام لداعش، كانوا قد أسروا في عام 2019 في إحدى معارك الوحدات الكردية، بعد دعوتها مراراً دول العالم لإعادة مواطنيهم المنتمين لداعش إلى وطنهم الأم وسط معارضة غربية لذلك.
وبحسب وكالة الأناضول، أعلنت وزارة العدل الأمريكية، أمس الخميس، أنها أعادت آخر أربعة من مواطنيها المتهمين بالانضمام لتنظيم داعش، كانوا قد أسروا في سوريا.
وبينت أن الأمريكيين الأربعة تم القبض عليهم واحتجازهم الربيع الماضي على يد قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري.
ومثُل اثنان من المشتبه بهم، عمران علي وجهاد علي، وهما أب وابنه سافرا إلى سوريا في آذار 2015، أمام محكمة اتحادية في مدينة “ميامي”، الأربعاء.
فيما وجهت اتهامات إلى اثنين آخرين من المشتبه بهم، وهما عبد الحميد المديوم وليريم سيليجماني، قبل أسبوعين في محكمتين اتحاديتين في مينيسوتا والعاصمة واشنطن، بدعم التنظيم.
وبحسب وزارة العدل الأمريكية، فإن المواطنين الأربعة العائدين كانوا بين نحو ألفي أسير من عشرات الدول تم احتجازهم في شمالي سوريا لسنوات.
بدوره، قال جون سي ديمرز، رئيس قسم الأمن القومي بالوزارة: “هذه لحظة مهمة في جهود استمرت لسنوات لإعادة الأفراد الذين غادروا الولايات المتحدة للقتال مع داعش”، مضيفاً: “يجب على كل دولة أن تتولى مسؤولية الأشخاص الذين غادروا بلادهم (وانضموا للقتال مع داعش)”.
ووفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تكون الولايات المتحدة قد أعادت 27 أمريكياً من سوريا والعراق، 10 منهم متهمون جنائياً، والـ17 الآخرون هم أفراد عائلات المشتبه بانضمامهم لتنظيم داعش أو القصر الذين لم توجه إليهم تهم بارتكاب جرائم.
وفي نهاية آب الماضي، استخدمت الولايات المتحدة “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي ضدّ مشروع قرار بشأن مصير المقاتلين الجهاديين الأجانب لعدم تضمّنه فقرة تطالب بإعادتهم إلى بلدانهم.
ويحث مشروع القرار أعضاء مجلس الأمن على إعادة دمج المقاتلين الأجانب السابقين في مجتمعاتهم بعد أن يقضوا أي أحكام تصدر بحقهم في الدول حيث هم معتقلون، وبتقديم مساعدة خاصة لزوجاتهم وأطفالهم، علماً أن آلافاً من هؤلاء الجهاديين مسجونون في سوريا والعراق.
وحظي مشروع القرار الذي وضعته أندونيسيا بموافقة سائر أعضاء مجلس الأمن الـ14 باستثناء الولايات المتّحدة التي صوتت ضده.
واحتجزت قوات سوريا الديمقراطية خلال قتالها إلى جانب قوات التحالف الدولي مئات الأجانب غير السوريين ممن يتهمون بالقتال إلى جانب تنظم داعش.
كما يعيش في مخيمات الاحتجاز التابعة لتلك القوات نحو 12 ألف أجنبي، 8 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
في تشرين الثاني 2019 طالب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الدول الأعضاء في التحالف الدولي، باستعادة عناصر التنظيم المحتجزين لمحاسبتهم.
غير أن دول أوروبية منها فرنسا وبلجيكا، اعتمدت سياسة تقوم على درس “كلّ حالة على حدة” لإعادة بعض أطفال الجهاديين المحتجزين في الشرق الأوسط وربما بعض زوجاتهم.