روسيا تستخدم سلاح المساعدات لتحقيق مآربها في سوريا
قتلت السوريين ودمرت منازلهم ونهبت وطنهم ثم تتفاخر بتقديم بعض الفتات.. تلك هي قصة المساعدات التي توزعها موسكو في سوريا، بينما تتابع شركاتها المهمة نهب ما تبقى من مقدرات البلاد.
واتخذت روسيا منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا استراتيجية محددة لتوزيع المساعدات بشكل يوازي تحرك قواتها على الأرض.
وعملت موسكو على تحويل المساعدات المحدودة التي تقدمها إلى قوة ناعمة تسهم في تحقيق أهدافها سواء ميدانياً أو أيدولوجياً أو طائفياً.
وتستخدم روسيا في المقام الأول ما يسمى بمركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم للقيام بعمليات توزيع بارزة للمساعدات في أنحاء البلاد.
وتربط موسكو بين تطلعاتها العسكرية على الأرض في سوريا بسلاح المساعدات وهو ما أكده تقرير بحثي لمنظمة “أتلانتك كاونسل” بعد مسح لنشاط المنظمات الإغاثية الموالية لروسيا.
وأوضح التقرير، أنه بعد أن أصبح الوصول إلى المنطقة الشمالية الشرقية متاحاً أمام القوات الروسية في تشرين الأول 2019، انفجر نشاط ما يسمى “بمركز المصالحة الروسي” إذ من بين 290 مهمة توزيع للمساعدات نفذها المركز خلال الأشهر الستة التالية، كانت 223 مهمة في محافظتي الرقة والحسكة بالإضافة إلى منطقة عين العرب في حلب، وذلك بهدف استمالة أبناء تلك المناطق وتقويض الجهود الأميركية هناك.
ودأبت موسكو أيضاً على استخدام المساعدات لتوطيد سيطرتها على الأرض وقد برز ذلك النهج عبر توزيع مساعدات على مناطق الغوطة الشرقية ودير الزور ودرعا عقب سيطرة قوات النظام عليها بدعم روسي رغم أن كميات من تلك المساعدات كانت منتهية الصلاحية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، أعلن الجيش الروسي إرسال 10 أطنان من المساعدات الإنسانية إلى محافظة درعا حتى قبل السيطرة على كاملها في تموز 2018.
ومؤخراً وزعت تلك القوات مساعدات في منطقة بصرى الشام مساعدات غذائية محدودة بعد توترات في المدينة التي يسيطر عليها الفيلق الخامس المدعوم من روسيا.
ولم تقتصر تلك أهداف المساعدات على شراء بعض الذمم واستمالة أهالي مناطق محددة بل أخذ بعضها طابعاً دينياً خالصاً حيث نشرت وكالة سانا مراراً أخباراً عن مساعدات روسية إلى مدينة السقيلبية في ريف حماة وهي مدينة يعتنق أهلها الديانة المسيحية ويتبعون الكنيسة الأرثوذكسية المدعومة روسياً.
كما وزعت بطركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المدعومة من روسيا مساعدات في الغوطة الشرقية تزامناً مع إعلانها إقامة كنيسة لاتباع الطائفة الأرثوذكسية في بلدة عين ترما بعد أن كان من المقرر أن تكون وفق مخططات حكومة النظام لأتباع الكنيسة الكاثوليكية.
وتراهن روسيا على حاجة السوريين الماسة للمساعدات استمرار لإرضاخ الأصوات المعارضة لوكيلها بشار الأسد.
غير أن موسكو تجهل أن السوريين لن ينسوا يوماً إجرامها في حقهم ولن تثنيهم تلك المساعدات مهما بلغت عن طلب الحرية وطرد المحتل من أراضيهم وإن طال الزمن.