موسكو تحمي وكيلها بشار الأسد في مجلس الأمن
باكراً مع أولى سنوات الثورة السورية ضد النظام حرصت موسكو على حماية وكيلها بشار الأسد من أي تبعات على جرائمه عبر استخدام “الفيتو” ضد أي تحرك أممي يدينه ويدعو لمحاكمته.
وبدأت معالم الدبلوماسية الروسية إزاء نظام بشار الأسد تتجلى مع “الفيتو” الأول في تشرين الأول 2011، وشيئاً فشيئاً بدأت السياسة الروسية في الحفاظ على بشار الأسد تأخذ طابع أكثر حدة، ضاربة بعرض الحائط كافة الأعراف والمواثيق الدولية.
وصلّبت موسكو من مواقفها إزاء رحيل الأسد أو محاسبته واستخدمت “الفيتو” في 16 مناسبة حيال الملف السوري منذ العام 2011.
وتنوعت دوافع موسكو لاستخدام حق النقض تبعاً للتقلبات الميدانية والسياسية التي مر بها الملف السوري خلال الأعوام الماضية.
ففي المناسبات الأربع الأولى، استخدمت موسكو “الفيتو” لمنع فرض عقوبات على النظام وضد تحميل رأس النظام بشار الأسد المسؤولية عن قتل السوريين وضد مشروع يهدف لوضع خطة انتقال سلمي للسلطة تحت الفصل السابع، إضافة إلى عرقلة مشروع قرار دولي يحيل ملف نظام الأسد إلى الجنائية الدولية.
ونجحت موسكو في 6 مناسبات بإعاقة تحقيقات الأمم المتحدة بالهجمات الكيميائية التي ارتكبها نظام الأسد ضد المدنيين في المناطق الثائرة، وهو ما سمح له بتكرار هجماته وجرائمه الكيميائية دون حسيب أو رقيب.
ولم تقتصر تلك “الفيتويات” إن صح القول، على حماية النظام، بل استخدمت روسيا في ثلاث مناسبات “الفيتو” ضد مشاريع قرار تدعو إلى التهدئة ووقف القتال في سوريا، ما سمح للنظام بالسيطرة عسكرياً على عشرات المدن والبلدات الثائرة بدعم عسكري روسي مباشر.
ومع نجاحها بقلب موازين الكفة في الميدان، بدأت موسكو تتدخل حتى في الشأن الإنساني واستخدمت برفقة الصين “الفيتو” في آخر 3 مناسبات ضد مشاريع قرارات نصت على تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود، لتنجح بذلك تقليص عدد معابر لوصول المساعدات من 4 إلى واحد هو معبر باب الهوى.
ومع كل فيتو روسي جديد تتراجع حماسة الأصوات الدولية المطالبة برحيل رأس النظام ومحاسبته، بعد أن أحبطت موسكو كافة محاولات تجريمه ومقاضاته رغم ما ارتكبه من جرائم حرب أثبتتها تقارير الأمم المتحدة.
ويتخوف السوريون من أن تحول موسكو القرارات الأممية الداعية إلى انتقال سياسي في سوريا إلى مجرد حبر على ورق يستحيل تنفيذها في ظل الدعم الروسي اللامتناهي لوكيله نظام الأسد.
وفيما لايزال المجتمع الدولي عاجز عن حساب الأسد بفضل الحماية الروسية يمضي السوريون نحو العام العاشر من ثورتهم مرددين شعارهم الأول “يا لله مالنا غيرك يا الله”.