وسط صمت دولي.. روسيا تحول مدن السوريين وبلداتهم إلى حقول تجارب لسلاحها
راديو الكل
غير آبهة بأية مواثيق أو أعراف دولية.. تفاخر موسكو دون خجل بتجريب مئات أنواع الأسلحة والعتاد على أجساد السوريين ومدنهم تشفياً لوكيلها بشار الأسد من جهة وترويجاً لتجارة أسلحتها التي أزهقت أرواح آلاف الأبرياء من جهة أخرى.
وانتهزت روسيا الحرب التي أطلقها النظام ضد السوريين لتحويل المدن والبلدات السورية إلى حقول تجارب تختبر فيها ما استجد من أسلحتها وترسانتها الفتاكة على أجساد السوريين ومن جيوبهم أيضاً.
وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في أيلول 2019، أن بلاده حدثت 300 نموذج من الأسلحة الروسية خلال العملية العسكرية في سوريا، فيما أوقفت إنتاج 12 نموذجاً بعد تجارب فاشلة.
وأكد شويغو قبل ذلك في آذار من ذات العام، أن روسيا جربت أكثر من 316 نموذجاً للأسلحة الروسية الجديدة في سوريا.
غير أن الرقم قد يكون أعلى من ذلك بكثير، إذ أشار يوري بوريسوف نائب وزير الدفاع الروسي، إلى تجريب أكثر من 600 سلاح ومعدات عسكرية جديدة في سوريا أواخر العام 2017.
وتنوعت أصناف الأسلحة التي تم اختبارها من سوريا، وشملت مقاتلات الجيل الخامس “سوخوي – 57″، ومنظومات الدفاع الجوي “بانتسير – إس 2″، ومدرعات “ترميناتور – 2” والروبوت القتالي “اوران – 9” المدرع وغيره من صنوف الأسلحة، بحسب وزارة الدفاع الروسية.
واستغلت موسكو حاجة النظام إلى الدعم العسكري غير المشروط، ودفعت بالآلاف من جنودها ليكتسبوا الخبرة في ميادين القتال وزودتهم بأسلحة وعتاد قيد التطوير لتجريبه، تمهيداً لتطويره وتحسينه.
ولغاية مطلع العام 2019، شارك ما لا يقل عن 68 ألف عسكري روسي في القتال على الأراضي السورية بينهم 460 جنرالاً.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية، شاركت كافة قادة الدوائر العسكرية الروسية وقادة جيوش القوات البرية وجيوش القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي وقادة الفرق العسكرية و96 بالمئة من قادة الألوية والأفواج في العمليات الروسية في سوريا.
وحتى ذلك الحين، طور 87 بالمئة من طواقم الطيران التكتيكي و91 بالمئة من طواقم طيران الجيش، و97 بالمئة من طواقم طيران النقل العسكري و60 بالمئة من أطقم الطيران الاستراتيجي، خبراتهم العملية خلال المهام التي كلفوا بها في سوريا، بحسب الوزارة.
وتغافلت المنظمات الأممية والحقوقية عن جرائم تجريب الأسلحة في سوريا رغم توثيق مقتل أكثر من 6800 شخص على يد قوات روسيا، في حين راحت موسكو تتعمد استعراض إمكانيات أسلحتها أمام المشترين عبر الترويج بأنه تمت تجربتها على الأراضي السورية.
ومع تجريب تلك الأسلحة على أرواح السوريين ازدهرت تجارة السلاح الروسي وهو ما أقر به الرئيس فلاديمير بوتين، مؤخراً.
وتبجح بوتين في نيسان الماضي بأن الزيادة الحاصلة في تصدير الأسلحة الروسية إلى دول العالم، مرتبطة بالتجارب الميدانية للسلاح في سوريا.
غير أن بوتين وزبانيته يجهلون أن شعباً دفع مئات ألاف الأرواح ثمناً للكرامة لن تثنيه أسلحة الأرض قاطبة عن تحقيق هدفه في الحرية وطرد المحتلين وأذنابهم.