قتل وتهجير ودمار.. حصيلة 5 سنوات من التدخل العسكري الروسي في سوريا
في 30 أيلول /سبتمبر 2015 طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجلسة المغلقة للاتحاد الروسي السماح بنشر قوات بلاده المسلحة في سوريا.
في 30 أيلول قبل 5 سنوات قطع برلمان الاتحاد الروسي بثاً مباشراً لجلساته، وتحول إلى جلسة مغلقة، كانت جلسة بداية الحرب على الثورة السورية وبداية قتل وتشريد وتهجير السوريين من أرضهم وتدمير منازلهم، ودعم دكتاتور سلب حكم سوريا بانقلاب دستوري ووريثاً لأبيه حافظ الأسد الذي حكم سوريا بانقلاب سابق.
في 30 أيلول /سبتمبر 2015، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجلسة المغلقة للاتحاد الروسي السماح بنشر قوات بلاده المسلحة في سوريا، وكان له ما أراد بالإجماع لمناصرة ما أسماه بـ “كفاحه الشرعي ضد التنظيمات الإرهابية تحديداً”.
قبل تلك الجلسة، كانت سوريا التي تبلغ مساحتها 185 ألف كم مربع أكثر من نصفها بيد فصائل المعارضة السورية وقسم ضئيل بيد النظام وجزء آخر بيد داعش.
في ذلك اليوم، يوم 30 أيلول، صرحت وزارة الدفاع الروسية بتنفيذ 20 غارة جوية في سوريا لم تُحدد أماكنها في البر السوري، إلا أن الجيش السوري الحر قال إن الطائرات الروسية قصفت مقراً له في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، بالرغم من أن راية الجيش الحر كانت مرفوعة فوق المقر، كما نقلت وسائل إعلامية عدة أن 30 شخصاً قتلوا في الغارات التي وقعت بريف حمص وحماة.
منذ تلك الغارات، قبل 5 سنوات قلبت روسيا، سوريا رأساً على عقب وأصبحت تدعم الأسد عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ودولياً، وحولت مدناً وبلدات وقرى فيها إلى ركام باستخدام ترسانة من الأسلحة، وجعلت أهلها بين قتيل أو جريح أو معتقل أو نازح أو لاجئ.
وأعلن مسؤولون روس أكثر من مرة منذ تاريخ 30 أيلول 2015 أنه قبل تدخل جيشهم، لم تكن حصة النظام أكثر من 10 في المائة من مساحة البلاد، وبعدها بدأ النظام بدعم القوة الروسية إحراز مزيد من التقدم التدريجي، إلى أن وصلت سيطرة النظام إلى نحو الثلثين منذ عام 2018 حتى الآن.
منذ تاريخ 30 أيلول 2015 وتشن روسيا والنظام باستخدام أسلحة متطورة حروباً ضد مناطق المعارضة السورية إلى أن بقيت إدلب بيد المعارضة مع أكثر من 4 ملايين نسمة بينهم مهجرون من ريف دمشق وحمص ودرعا، التي أفرغتها روسيا من قوات المعارضة بما أسمته زوراً بـ “اتفاقيات التسوية”.
منذ تاريخ 30 أيلول 2015 قتلت روسيا في سوريا بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أكثر من ستة آلاف وستمئة مدني بينهم أطفال، عدا عن أكثر من ألف اعتداء على مراكز حيوية مدنية، وتشريد أكثر من 3 ملايين قسرياً بسبب أعمالها العسكرية.
وبسبب هذا التدخل عقدت روسيا مع النظام اتفاقيات عسكرية واقتصادية بعيدة المدى من أبرزها: استئجار قواعد عسكرية في كلّ من حميميم وطرطوس، والتنقيب عن النفط والغاز، وخريطة طريق للتعاون في مجال الصناعة في إطار اتفاقيات طويلة الأجل.
كما استخدمت روسيا “الفيتو” في مجلس الأمن لحماية النظام أكثر من 15 مرة كان آخرها “فيتو” ضد تمديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
وبعد مضي هذه السنين ما تزال روسيا تدمر سوريا وتنهب خيراتها وتهجر أهلها بتواطؤ من بشار الأسد ونظامه، ضد شعب طالب بحريته وكرامته وما يزال يؤكد أنه مستمر بثورته حتى تحقيق مطالبها بشكل كامل، بسوريا حرة لشعبها ومستقبلها وتاريخها العريق.