استمرار الأعراض بعد التعافي من الإصابة الحادة بكورونا.. الأسباب والعلاج
يعاني العديد من الأشخاص من استمرار بعض أعراض فيروس كورونا كوفيد 19 حتى بعد تعافيهم من الإصابة الحادة التي رافقتهم.
يعاني العديد من الأشخاص من استمرار بعض أعراض فيروس كورونا كوفيد 19 حتى بعد تعافيهم من الإصابة الحادة التي رافقتهم.
وفي حديث خاص لراديو الكل مع الدكتور مازن خير الله استشاري الأمراض المعدية والإنتانية وأستاذ مشارك في جامعة نورث داكوتا في الولايات المتحدة الأمريكية يوضح أسباب ذلك بشكل تفصيلي.
حيث يذكّر د. خير الله بدايةً بالأعراض التي تصاحب الإصابات الحادة والتي يمكن أن تكون بشكل أساسي حرارة، سعال، ضيق نفس، وتعب عام، كما من الممكن أن تظهر أعراض هضمية مثل نقص الشهية، غثيان، إقياء، إسهالات، وأيضًا يوجد احتمال لتأذي حاسة الشم والتذوق، وآلام مفصلية وعضلية بالإضافة إلى صداع وألم في البلعوم.
وعندما يدخل المريض في حالة الشفاء تزول الحرارة، وزوالها أساسي في تقرير دخول المريض في مرحلة الشفاء أم لا، أما باقي الأعراض فتتحسن، لكن هناك نسبة جيدة من المرضى استمرت شكواهم من وجود أعراض مختلفة بعد التعافي من الإصابة الحادة.
كانت الأعراض بشكل أساسي هي التعب والوهن العام حيث إن أكثر من 50% من المرضى كانوا يشكون من استمرار التعب والوهن العام، ويلي ذلك ضيق النفس، فأكثر من 40% من المرضى كان عندهم ضيق بالنفس، إضافة إلى 25% من المرضى يشكون من الآلام المفصلية والآلام الصدرية، ويوجد جملة من الأعراض الأخرى استمرت لكن بنسب أقل كالسعال وتأذي حاسة الشم وجفاف المخاطيات والتهاب الأنف واحمرار بالعين وصداع وقشع ونقص في الشهية، وألم بالبلعوم ودوار وآلام عضلية وأحيانًا إسهلالات.
ومن الممكن أن يكون هناك تعرق وخفقان للقلب، وبشكل عام فإن 87% من المرضى استمر عرض واحد عندهم على الأقل بعد شفائهم من الحالة الحادة.
سبب استمرار الأعراض وهل يمكن نقل الفيروس في هذه المرحلة؟
يتحدث د. خير الله عن السبب وراء استمرار بعض الأعراض بعد الشفاء من الحالة الحادة بكورونا وعما إذا كان الشخص معدياً لغيره في هذه الحالة بقوله “يُعتقد أن السبب هو الارتكاز الالتهابي المناعي للجسم تجاه الفيروس، هذا الشيء لا يعني أن هناك استمراراً لوجود الفيروس داخل الجسم أو أن المريض حامل للفيروس أو أنه معدٍ للآخرين، فبمجرد زوال الأعراض الأساسية من حرارة وألم في البلعوم والسعال، ومرت على المريض 10 أيام على الأقل فعندها يمكن أن نقول أن المريض غير معدٍ”.
وينوه د. خير الله إلى أن الأعراض المستمرة قد تبقى لفترة طويلة، وفي دارسة من الدراسات المجراة تم مراقبة المرضى لمدة ستين يوماً بعد التخرج من المشفى وبعد الإصابة بفيروس كورونا وكانت الأعراض عندهم بالنسبة التي تم ذكرها أعلاه، وبالتالي فإن المريض ليس معدياً خلال الفترة هذه، ففترة العدوى هي فقط خلال العشرة أيام الأولى، ولكن لا بد من زوال الحرارة قبل القول بأن المريض أصبح غير معدٍ.
العلاج.. وهل يفيد الكورتيزون لهذه الحالات؟
يبين د. خير الله أنه لا يوجد علاج نوعي لهذه الأعراض إنما فقط تتم المعالجة عن طريق إعطاء المعالجات العرضية، فإذا كان هناك سعال تعطى مسكنات أو إسهال فتعطى مضادات إسهال وما شابه، والمهم أن تستمر متابعة أعراض المريض، ويجب نفي وجود أي سبب آخر لهذه الأعراض غير الإصابة بفيروس كورونا.
أما فيما يتعلق بموضوع الستيرويدات -هو الكروتيزون بشكل متداول بين الناس- فأتى من يعتقد أن الإصابة هي إصابة مناعية أو ارتكاس مناعي للجسم تجاه الفيروس، وبالتالي هناك التهاب وعليه يتم إعطاء الستيرويدات حتى يخفف من شدة أو وطأة هذا الارتكاز الالتهابي، لكن لا يوجد دراسات تؤكد فعاليته.
وبشكل عام لا يوجد دراسات تؤكد أن هناك فعالية للكورتيزون في هذه الحالات ونظرًا لذلك لا يوجد دراسات موثقة ولا يصح إعطاء هؤلاء المرضى أي من الستيرويدات أو أي شكل من أشكال الكورتيزونات.