معظمهم على يد النظام.. مقتل 857 من الكوادر الطبية منذ 2011
الشبكة السورية لحقوق الإنسان توثق مقتل 857 من الكوادر الطبية وإخفاء 3353 منذ آذار عام 2011
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس الخميس، تقريراً يوثق أبرز الانتهاكات بحق الكوادر الطبية والاستهدافات التي طالت المراكز الطبية من قبل أطراف النزاع بسوريا، ما تسبب بتفاقم معاناة المدنيين في ظل تفشي فيروس كورنا المستجد (كوفيد_19).
ووثق التقرير الذي نشرته الشبكة على موقعها الرسمي، مقتل 857 من الكوادر الطبية، واعتقال وإخفاء 3353 آخرين منذ آذار 2011، قرابة 85% منهم من قبل النظام، كما أشار إلى استهداف 862 مركزاً طبياً، نسبة 88 % منها من قبل النظام وحلفائه الروس والإيرانيين.
وأظهرت الإحصائيات التي أبرزها تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قتل قوات النظام لـ 652 من الكادر الطبي بينهم 84 قضوا بسبب التعذيب، ثلاثة وردت صورهم ضمن مجموعة صور قيصر، وتسعة قام النظام بتسجيلهم في السجل المدني على أنهم وفيات طبيعية.
وكشف التقرير أن القوات الروسية قتلت 69، بينما قتل تنظيم داعش 36، والجيش الوطني التابع للجيش السوري الحر قتل 29 بينهم 2 قضوا بسبب التعذيب، بينما قتلت قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- 6 من الكوادر الطبية أحدهم قضى بسبب التعذيب.
وكان لقوات التحالف الدولي نصيب من قتل الكوادر الطبية في سوريا، حيث بين التقرير قتل قوات التحالف لـ 13، فيما قتلت هيئة تحرير الشام 2، وقتل 50 من الكوادر الطبية على يد ما أسماه التقرير جهات أخرى.
وأوضحت الشبكة السورية في تقريرها، أن عام 2012 شهد الحصيلة الأعلى من الضحايا بـ 158 ضحية، تلاه عام 2014 بـ 147 ضحية.
وفي مايتعلق بالاعتداء على المنشآت الطبية، وثق التقرير ما لايقل عن 862 حادثة على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ شهر آذار عام 2011 حتى شهر أيلول الحالي، حيث كان لقوات النظام 543 استهدافاً، و208 للقوات الروسية.
فيما نفَّذ تنظيم داعش 19، و 16 حادثة اعتداء من قوات التحالف الدولي، فيما سُجل 15 حادثة اعتداء من الجيش الوطني، و4 على يد قوات سوريا الديمقراطية، و2 لهيئة تحرير الشام، واعتداء واحد على يد “الحزب الإسلامي التركستاني”، فيما قال التقرير إن 54 حادثة اعتداء وقعت على يد جهات أخرى.
وأظهر تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وجود 3327 معتقلاً من الكوادر الطبية لدى النظام، من أصل العدد الكلي لمعتقلي الكوادر الطبية والبالغ 3353، فيما سُجل وجود 4 معتقلين لدى هيئة تحرير الشام، و 4 من الكوادر الطبية قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى الجيش الوطني، و13 لدى قوات سوريا الديمقراطية، بينما اعتقل 5 على يد تنظيم داعش ولا يزالون حتى الآن قيد الاختفاء القسري.
وشدد التقرير على تعمد القوات الروسية قصف عشرات المنشآت الطبية الخاصة على الرغم من علم وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام بإحداثيات مواقعها، كونها مدرجة ضمن دليل المشافي المرخصة لديها، ما تسبب بإنهاك كبير للقطاع الطبي بالتزامن مع تفشي جائحة كورونا وعدم اكتراث النظام بوضع المدنيين الصحي في مناطق سيطرته.
وطالبت الشبكة في تقريرها، مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات لإيقاف عمليات القصف العشوائي، وإلزام جميع أطراف النزاع بقواعد القانون الدولي الإنساني، إضافة إلى تشديد الضغط على النظام للإفراج الفوري عن 3327 من الكوادر الطبية وإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب، بحسب التقرير.
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وعموم سوريا، وتيرة ازدياد متسارعة في أعداد المصابين بفيروس كورونا، حيث بلغ عدد المصابين في مناطق النظام في آخر إحصائية نشرها يوم أمس الخميس 3691 مصاباً و165 وفية، فيما بلغت في الشمال المحرر 464 مصاباً و5 وفيات، بينما وصل العدد في مناطق شمال شرق سوريا إلى 1007 مصابين و48 حالة وفاة.
وكانت الأمم المتحدة أعربت مؤخراً عن قلقها إزاء ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في كافة أنحاء سوريا، محذرة من أن الخطر العام لا يزال مرتفعاً جداً، خاصة في المناطق التي يوجد بها عدد كبير من النازحين.