نظام الأسد يقر باحتراق نحو 8 آلاف دونم في ريف حماة الغربي
استياء شعبي من تأخر نظام الأسد باستخدام المروحيات في إطفاء الحرائق
أكد نظام الأسد أن الحرائق المشتعلة في ريف حماة الغربي أجهزت على نحو 8 آلاف دونم من الأراضي الحراجية والمزروعة، وذلك بعد أن فشلت أجهزته بإخماد النيران المشتعلة منذ مطلع أيلول الحالي.
ونقلت إذاعة “شام إف إم” الموالية للنظام عن محافظ حماة، محمد الحزوري، مساء أمس، 8 من أيلول، أن الرقم التقديري للمساحات المزروعة التي أتت عليها الحرائق يتراوح بين 7 آلاف إلى 8 آلاف دونم، منها 700 إلى 800 دونم من ممتلكات الأهالي.
وذكر أن سلسلة الحرائق غربي المحافظة استمرت وانتقلت لقطاع مصياف، كما اندلع حريق في بيرة الجرد والشيخ زيتون وأحراج قرى المشرفة والنهضة والفندارة والبستان.
وأضاف أنه تمت السيطرة على الحرائق بنسبة 95 بالمئة ولم يتم تسجيل أي إصابة بشرية ولا أي حالة اضطرت للدخول إلى المشافي.
وأفاد أن حكومة النظام استخدمت كل الإمكانات المتوفرة ولكن بقيت بعض المناطق في قمة الجبال استحال الوصول لها.
وذكر أنه تم يوم أمس استخدام مروحيات لقوات النظام في جهود إطفاء النيران، دون أن يوضح سبب تأخر تلك المروحيات في المشاركة بعمليات إخماد الحرائق.
وأشار إلى أن حكومة النظام لن تعوض مباشرة عن الأضرار بل ستشكل لجان تقدير وترفع التوصيات إلى رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الإدارة المحلية.
وفي سياق متصل، قال الائتلاف الوطني السوري في بيان اليوم، إن النيران التهمت مساحات واسعة من الأحراج والأراضي الزراعية في مناطق صلنفة ومصياف التي تعد من أكثر مناطق سوريا اعتدالاً مناخياً.
وأضاف أن شهادات الخبراء والعاملين السابقين في القطاعات الحكومية ذات الصلة تؤكد أن الغالبية الساحقة من الحرائق التي طالت المنطقة خلال العقود السابقة كانت مفتعلة، وأنها وقعت في إطار النهب والسرقة والفساد لصالح عدد من المتنفذين والشبيحة وزعماء المافيات الذين كانوا يحرقون الغابات بهدف الاستحواذ على الأراضي الحراجية وبناء القصور والفلل.
وطالب البيان المجتمع الدولي والأطراف الدولية الفاعلة بتحمل مسؤولياتهم تجاه جرائم النظام بحق الشعب السوري وأرض سوريا ومستقبلها، بما في ذلك مشاريع الفساد والتهريب وتجارة المخدرات والآثار وصولاً إلى حرق الغابات والاستيلاء عليها.
ويوم أمس عرض الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) المساعدة في إطفاء الحرائق شريطة ضمان سلامة كوادره، إلا أن النظام لم يعلق على ذلك العرض.
وأثار تأخر نظام الأسد باستخدام المروحيات في إطفاء الحرائق حالة استياء على منصات التواصل الاجتماعي ولا سيما بعد أن أجهز الحرائق المندلعة منذ مطلع أيلول الحالي على مساحات شاسعة.
وكان عدد من أهالي مدينة مصياف أكدوا مؤخراً لتلفزيون الخبر الموالي، أن الحرائق مفتعلة من قبل أشخاص بقصد تحقيق غاياتهم إما بالاستيلاء على الأملاك العامة وتوسيع أملاكهم وزراعتها بالأشجار المثمرة أو بهدف قطع الأشجار وبيعها لاستخدامها في التدفئة.
ونفى الأهالي أن تكون الحرائق الأخيرة بفعل ارتفاع درجات الحرارة أو إهمال من قبل المزارعين، نظراً لصعوبة الوصول إلى الأماكن التي طالتها النيران.
وسجلت مناطق سيطرة النظام في حماة واللاذقية وطرطوس والسويداء عشرات الحرائق منذ مطلع أيلول الحالي، اندلع أبرزها في مناطق مصياف وريف اللاذقية، وذلك بالتزامن مع موجة حر غير مسبوقة لا تزال تؤثر على معظم الأراضي السورية.
وتوعدت حكومة النظام بإجراء تحقيقات حول أسباب الحرائق التي أجهزت على مساحات واسعة من الأراضي الحراجية في محافظتي حماة واللاذقية.
وتشهد سوريا منذ أيام مرتفعاً جوياً حيث أكدت مديرية الأرصاد الجوية التابعة للنظام، أن درجات الحرارة تسجل أعلى معدلاتها بنحو 8 إلى 10 درجات مئوية في أغلب المناطق.