واشنطن توجه رسالة إلى موسكو عقب تكرر حوادث تصادم قوات البلدين بسوريا
وجهت واشنطن رسالة تنديد إلى موسكو إزاء تكرر حوادث المرور المشتركة بين دوريات البلدين في شمال شرقي سوريا ما أدى إلى إصابة عدد من القوات الأمريكية مؤخراً.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، أمس الجمعة، 4 من أيلول، إن الولايات المتحدة نقلت قلقها إلى روسيا إزاء حادث في سوريا، أصيب فيه عدد من الجنود الأمريكيين عندما اصطدمت مركبة عسكرية روسية بمركبتهم.
وأضاف أوبراين في مؤتمر بالبيت الأبيض: “لقد تم إبلاغ روسيا بوضوح شديد.. لقد تم توصيل الرسالة على المستوى المناسب”، وفقا لما نقلته رويترز.
جاء ذلك على خلفية إصابة جنود أمريكيين مؤخراً نتيجة تصادم عربتهم العسكرية بعربة عسكرية روسية قرب المالكية شمالي الحسكة.
وعلى مدى الأسابيع والأشهر الماضية، شهدت مناطق شمالي شرقي سوريا احتكاكات بين دوريات أمريكية وروسية.
وفي 26 من آب الماضي، اتهمت الولايات المتحدة الجانب الروسي بانتهاك بروتوكولات آلية منع وقوع الاشتباكات بين الجانبين في سوريا عقب إصابة جنود أمريكيين بحادث وقع شمال شرق البلاد.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، جون إيليون، في بيان إن “الحادث وقع صباح 25 آب في منطقة بلدة المالكية شمال شرق سوريا”، مضيفا أن “عربات روسية اصطدمت مع عربة مصفحة تابعة للتحالف الدولي، مما أسفر عن إصابة طاقمها”.
وصرح بأن العربة الأمريكية غادرت موقع الحادث سعياً لتجنب حدوث أي نزاع بين الطرفين، مضيفاً أن “مثل هذه التصرفات غير الآمنة وغير المهنية تمثل انتهاكاً لبروتوكولات منع وقوع الاشتباكات، التي تم إقرارها من قبل الولايات المتحدة وروسيا في كانون الأول العام 2019”.
وكانت وكالة “رويترز” نقلت عن مسؤولين أمريكيين اثنين، أن الحادث أسفر عن جرح “عدد قليل” من عسكريي الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن الإصابات لم تحدث نتيجة أي تبادل لإطلاق النار، وأوضح أحد المتحدثين أنها ناجمة عن “تصادم”.
ونقلت شبكة “سي أن أن” الأميركية عن مسؤول قوله، إن المركبة الروسية اصطدمت بالمركبة الأميركية “بشكل متعمد”.
وعلى خلفية الحادثة، أجرى رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، اتصالاً هاتفيًا مع رئيس هيئة الأركان الروسي، الفريق فاليري غيراسيموف، بحسب موقع روسيا اليوم.
وتنتشر قوات أمريكية يقدر عددها بنحو 500 عنصر في قواعد عسكرية داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية في شمال وشرق سوريا، وفقاً قناة الحرة الأمريكية.
كما تنتشر قوات روسية على نطاق محدود في ذات المناطق وتحاول إيجاد موطئ قدم لها في شمال وشرق سوريا حيث تقع معظم حقول النفط السورية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أعلن عقب سحبه القوات الأميركية من شمال شرق سوريا في 6 تشرين الأول الماضي، أنّ “عدداً قليلاً من الجنود” الأميركيين سيبقون في سوريا، “في المناطق حيث يوجد النفط”.