ميركل تتهم روسيا بتأزيم الوضع الإنساني في سوريا
ميركل: "الناس أرادوا بحق التصدي لديكتاتور ما يزال في منصبه".
اتهمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، روسيا بتأزيم الوضع الانساني في سوريا عبر دعمها لنظام الاسد، واصفة الوضع السوري الحالي بـ “المأساة الكبيرة”.
وقالت ميركل خلال مؤتمرها الصحفي الصيفي التقليدي في برلين، أمس الجمعة، 28 من آب، إن “سوريا مأساة كبيرة تحولت فيها آمال ما كان يسمى ذات مرة بالربيع العربي إلى نقيضها”.
وأوضحت ميركل أن “الوضع مأساوي، لأن نصف سكان سوريا إما فارون أو غادروا البلاد”، مشيرةً أن “الناس أرادوا بحق التصدي لديكتاتور ما يزال في منصبه”.
وأضافت أن روسيا لم تتردد في الاستجابة لنداء الأسد للمساعدة، إذا جاز التعبير”، مشيرة إلى أن الدعم الروسي لنظام الأسد عزز الوضع المأساوي في سوريا.
وحول ملف العملية السياسية في سوريا، أشارت إلى أنه حتى الآن لم تحدث “عملية شاملة” في البلاد، أي لا توجد مناقشات شاملة بين المعسكرات المختلفة.
وأكدت أنها ستستمر طوال فترة منصبها في العمل من أجل ضمان سماع أصوات النازحين داخل سوريا وخارجها.
وفيما يخص عبارة “سننجح في المهمة” التي قالتها قبل خمسة أعوام عندما فتحت الحدود أمام اللاجئين وقوبلت بانتقادات شديدة آنذاك، قالت ميركل” “قد لا أرغب الآن في تكرار هذه العبارة”.
غير أنها نوهت إلى أن “الكثير من اللاجئين الذين أتموا دراسة الثانوية العامة أو بدأوا دراستهم قدموا أيضاً إسهاماتهم”.
وترفض ألمانيا بقاء الأسد في السلطة وتدعو لتحقيق تغيير سياسي في سوريا وإجراء مشاورات شاملة ودعم اللجنة الدستورية.
وسبق أن طالبت ميركل، خلال مشاركتها في قمة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية عام 2019 الدول العربية، بعدم قبول بشار الأسد كمنتصر في الحرب الدائرة في سوريا.
وقالت ميركل آنذاك “إنه نظراً لفرار 6 ملايين سوري من البلاد خلال الحرب فإن هناك حاجة إلى عملية تغيير سياسي”.
وتدعم روسيا عسكرياً بشكل معلن نظام الأسد منذ أيلول عام 2015 وهو ما مكن قواته من السيطرة على مساحات واسعة من المناطق المحررة.
كما أحكمت موسكو قبضتها على مقدرات سوريا من قطاعات إنتاجية على رأسها النفط والفوسفات والموانئ ما فاقم من تردي الوضع الاقتصادي للسوريين.
وبحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا أكجمال ماجتيموفا، يعيش أكثر من 90 بالمئة من سكان سوريا تحت خط الفقر.
وكانت المكتب الاتحادي للإحصاء بألمانيا أفاد في تموز الماضي، أن البلاد استقبلت نحو مليون لاجئ سوري حتى نهاية عام 2019 من إجمالي قرابة مليوني طالب لجوء فروا من بلدانهم بحثاً عن الحماية بسبب الحروب أو الاضطهاد أو غير ذلك.