أكار يؤكد تواصل تركيا الدائم مع روسيا لمنع إفساد وقف إطلاق النار في إدلب
أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن بلاده على تواصل دائم مع روسيا لمنع جهود إفساد وقف إطلاق النار في إدلب، وذلك عقب تصاعد انتهاكات وقف إطلاق النار في إدلب وبالتزامن مع تصريحات أمريكية أكدت دعم واشنطن لأنقرة في حال حدوث أي حملة عسكرية على إدلب.
وقال أكار في تصريح خلال استضافته في اجتماع محرري وكالة الأناضول في العاصمة أنقرة، اليوم الخميس، 27 من آب، إن هدف بلاده في سوريا، هو أن تصبح بلداً آمنا ومرفهاً وملائما للعيش، مضيفاً أن أنقرة تتحرك في إطار القوانين الدولية لتحقيق هذا الهدف.
وتطرق إلى اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في محافظة إدلب، مبينا أنه ما زال ساريا رغم وجود بعض الانتهاكات.
وأشار إلى ان بلاده تواصل التعاون مع روسيا بشأن القضية السورية، موضحاً أن الجانبين استكملا الدورية المشتركة رقم 26 على الطريق الدولي “M4”.
وقال أكار: “ندرك أن بعض المجموعات المتطرفة تقوم باشتباكات بين فترة وأخرى بهدف زعزعة الاستقرار، إلا أن قواتنا المسلحة بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات تقوم بفعاليات للحيلولة دون تأثير هذه الاشتباكات على اتفاق وقف إطلاق النار”.
كما شدد الوزير التركي على أن بلاده لن تسمح بتأسيس أي ممر إرهابي بالقرب من حدودها، مبينا أن أنقرة فعلت ما يلزم لإزالة خطر الإرهاب الذي يهدد أمن حدودها.
وقال: “تعلمون أن مساحات كبيرة من الأراضي السورية تخضع لاحتلال تنظيم “بي كا كا/ي ب ك”، معرباً عن أسفه لعدم تمكن أنقرة من التوصل إلى تفاهم مع حلفائها وأصدقائها لمكافحة ذلك التنظيم المصنف على قوائم الإرهاب التركية.
وأضاف: “كما أن داعش لا يمثل المسلمين، كذلك “بي كا كا/ي ب ك” لا يمثل الإخوة الأكراد، ونبذل جهوداً مضاعفة لإقناع حلفائنا في هذا الخصوص”.
وانتقد أكار عدم إيفاء الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بوعودها، مشيرا إلى أن عناصر الوحدات الكردية ما زالوا يتواجدون في الشمال السوري ويحاولون التسلل إلى المناطق التي تخضع لسيطرة القوات التركية والمعارضة السورية المعتدلة.
وجاء تصريح الوزير التركي إزاء الحفاظ على وقف إطلاق النار في إدلب عقب تأكيد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون المشرق والمبعوث الخاص لسوريا، جويل رايبرن أن بلاده ستدعم تركيا في حال حدوث أي حملة عسكرية على إدلب.
وقال رايبرن خلال مؤتمر صحفي أمس عقب لقائه بوفد من الائتلاف الوطني في إسطنبول أن “واشنطن تدعم أنقرة في اتفاق وقف إطلاق النار بإدلب، ولكنها مستعدة لدعمها بما يمكنها إذا حصلت أي حملة عسكرية على المنطقة.”
وخلال الأسابيع الماضية، كثفت قوات النظام وروسيا من انتهاكاتها لوقف إطلاق النار المعلن في الشمال المحرر ولاسيما عقب تعرض الدوريات الروسية التركية للأستهداف عدة مرات.
وطال القصف الصاروخي للنظام والغارات الجوية الروسية محيط مخيمات النازحين شمال إدلب مؤخراً، وسط حالة من الذعر بين الأهالي وتخوف من موجة نزوح وتصعيد جديدة.
وفي 5 من آب الحالي، وثق فريق منسقو استجابة سوريا 2036 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار أسفرت عن مقتل 24 مدنياً، منذ الإعلان عنه في 5 من آذار.
وتسير تركيا وروسيا دوريات عسكرية مشتركة على الطريق الدولي “M4” في إدلب واللاذقية بموجب اتفاق الطرفين على وقف إطلاق النار في 5 من آذار الماضي.
غير أن عدداً من تلك الدوريات تعرض لاستهداف من قبل مجموعة مسلحة تسمى “كتائب خطاب الشيشاني”، والتي يسود الغموض حول هويتها إذ لم يسبق لها المشاركة بأي عمليات عسكرية ضد نظام الأسد في سوريا خلال السنوات الماضية.
وسبق أن أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حزيران الماضي أن بلاده لن تسمح بتحويل المناطق المحررة في شمالي غرب سوريا إلى بيئة صراع مجدداً، رغم استفزازات قوات النظام.
وكان الرئيسان الروسي والتركي توصلا في 5 من آذار الماضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، نص كذلك على تسيير دوريات روسية تركية مشتركة على الطريق الدولي “M4”.
راديو الكل – الأناضول