الوحدات الكردية تنقل أطفالاً من مخيم الهول لمدرسة حولتها إلى سجن للأحداث
نقلت قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، أطفالاً من مخيم الهول الى مدرسة في بلدة تل معروف شرقي الحسكة حولتها في وقت سابق إلى سجن خاص للأحداث.
وقال مصدر من الأجهزة الأمنية التابعة للوحدات الكردية لراديو الكل، إن قوات سوريا الديمقراطية نقلت اليوم 25 من آب، 20 طفلاً من القسم السادس في مخيم الهول إلى مدرسة محمد معشوق في منطقة تل معروف، بعد أن حولتها إلى سجن للأحداث في وقت سابق.
وأضاف أن الغاية من نقلهم هي اخضاعهم لدورات إعادة تأهيل تحت إشراف كوادر من الوحدات الكردية حصراً.
وأشار المصدر إلى أن جميع الأطفال الذين تم نقلهم هم دون سن الثالثة عشرة ومن بينهم 6 إناث و8 أطفال على الأقل من جنسيات أجنبية.
ويضم القسم السادس بمخيم الهول أطفالاً ونساءً تحتجزهم الوحدات الكردية بتهمة انتماء أزواجهم أو آباءهم إلى تنظيم داعش.
وفي 7 من تموز الماضي، نقل مراسل راديو الكل عن مصدر محلي أن شاحنتين نقلتا أكثر من 100 شخص دون الـ 18 من سجن الأحداث في القامشلي وسجن غويران بالحسكة إلى مدرسة للتعليم الأساسي في قرية تل معروف بعد تحويلها إلى سجن خاص بالأحداث.
وبحسب المصدر جاءت الخطوة بتوجيه من قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، حيث من المقرر أن يتلقى الأطفال هناك دروساً فكرية.
وطلبت الأمم المتحدة في وقت سابق توضيحات من راديو الكل بخصوص ما لديه من معلومات إزاء تحويل المدرسة إلى سجن للأطفال، وقدم راديو الكل كافة المعلومات التي حصل عليها من مصادره، إلا أن ذلك لم يمنع قوات سوريا الديمقراطية من نقل المزيد من الأطفال إلى السجن الجديد.
ولم تعلن قوات سوريا الديمقراطية بشكل رسمي حتى اليوم عن إنشاء سجن جديد للأحداث في قرية تل معروف بريف القامشلي.
وتسود مخاوف من أن تنقل الوحدات الكردية الأطفال بعد تأهيلهم إلى معسكرات خاضعة لها في جبال قنديل داخل تركيا، بهدف تجنيدهم واستخدامهم في عملياتها العسكرية، ولاسيما أن معظم أولئك الأطفال فقدوا
ويستضيف مخيم الهول حوالي 65 ألف شخص، من بينهم 40 آلف طفل أكثر من نصفهم دون سن الخامسة.
ويفتقر المخيم لأدنى مستويات الرعاية الصحية والخدمات ما يتسبب بحالات وفاة بين الأطفال.
وأعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، عن قلقها العميق مؤخراً إزاء وفاة 8 أطفال، دون سن الخامسة في أقل من أسبوع واحد، داخل مخيم الهول.
ويخضع المخيم لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، وتتلقى تلك القوات دعماً عسكرياً لوجستياً من قوات التحالف الدولي.
وبحسب مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، يعيش نحو 90 ألف سوري وعراقي ورعايا دول ثالثة لديهم روابط أسرية مزعومة مع داعش في مخيمات النزوح المكتظة شمال شرق سوريا، ولا يزال نحو 85 ألف طفل من أكثر من 60 دولة محتجزين في مخيمات تسيطر عليها الوحدات الكردية، 8 آلاف منهم من رعايا دول ثالثة.
وكان أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا في 5 من تموز الماضي إلى إعادة نساء وأطفال مقاتلي تنظيم “داعش” من مخيمات في سوريا والعراق إلى بلدانهم، محذراً من أن مخاطر فيروس “كورونا” تزيد من تدهور الأوضاع في هذه المخيمات.