كورونا والواقع الإغاثي في الشمال السوري المحرر

يعاني الأهالي في الشمال السوري المحرر من سوء الأوضاع المعيشية وتردي أحوالهم المادية، وسط دعم خجول من قبل المنظمات والمؤسسات الإنسانية

ومع تسجيل أولى الإصابات بفيروس كورونا في المحرر ازدادت أوضاع الأهالي سوءًا، ومع ذلك لم يتلق العديد منهم مساعدات إغاثية تعينهم في وضعهم الحالي، حيث يوضح العديد الأهالي  في حديثهم مع راديو الكل أنهم لم يتلقوا أي مساعدات منذ أشهر وأن أوضاعهم المعيشية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم

وأما الذين يتلقون مساعدات فيبينون أنها لا تفي بالغرض في ظل الحاجة الماسة للأهالي وكثرة المحتاجين، مشيرين إلى أنهم يلحظون تراجعًا بالعمل في الإغاثة مع انتشار وباء كورونا، ونقصًا في المساعدات الإنسانية المقدمة لهم

وحول هذا الموضوع يبين الأستاذ فؤاد سيد عيسى عضو إدارة في منظمة بنفسج في حديث خاص لراديو الكل أن الواقع الإغاثي في الشمال المحرر تأثر كما تأثرت مختلف جوانب الحياة الأخرى بسبب فيروس كورونا في المنطقة، ويوضح أن أول التأثيرات كانت بانخفاض التمويل من الدول المانحة، حيث إن أغلب الدول بدأت بتنفيذ برامجها الإنسانية والإغاثية داخل دولها في أوروبا وأميركا وباقي الدول ومن ضمنها دول الخليج، فأصبح التركيز على مناطقهم بسبب الضعف الاقتصادي لكثير من المواطنين داخل الدول بالإضافة للحاجات المتضاعفة بسبب الوباء وهذا ما أدى لتأثير سلبي على حجم التمويل، ويمكن أن يؤثر في المرحلة المقبلة بشكل أكبر على التمويل الإنساني لسوريا

وبحسب عيسى فهناك الكثير من العوائل التي بدأ يتضرر عملها وسط جائحة كورونا ويمكن أن يتضرر  بشكل كبير جدًا في حال انتشار الفيروس على نطاق أوسع، منوهًا أنه إذا ما وصل الفيروس إلى مناطق واسعة وبدأ مرحلة التفشي في المناطق المحررة فسيضطر الأهالي إلى إيقاف الحركة وعزل مناطق معينة كما حدث في مدن مثل سرمين، مشيرًا لوجود مئات الآلاف من العوائل الذين يعيشون على الدخل اليومي فقط، وتوقف عملهم لأيام يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية ويتطلب هذا الأمر مضاعفة الجهد المطلوب من المنظمات الإنسانية للاستجابة للأهالي كما سيوسع رقعة الاحتياجات

وعن الجهود المبذولة لمد الأهالي بالمواد الأساسية اللازمة يقول عيسى “كمنظمة بنفسج ومجموعات أخرى للإغاثة بدأنا منذ حوالي خمسة أشهر بالتجهيز للاستجابة لتداعيات كورونا وتقديم ما يمكن للأهالي في الشمال السوري والتواصل مع المانحين والداعمين لزيادة المشاريع في هذا المجال، من ناحية مواد التعقيم وزعنا أكثر من 10 آلاف سلة تعقيم من قبل منظمة بنفسج على عوائل تحوي هذه السلال مواد النظافة ومعقمات وكمامات ومواد تعقيم شخصية ووزعنا أكثر من 200 ألف كمامة حتى هذه اللحظة تقريبًا أنتجناهم في محافظة إدلب وقمنا بتوزيعهم في المنطقة على الكوادر الطبية والأهالي وغيرهم، ونحاول الوصول إلى هدف مليون كمامة خلال الفترة القادمة”

وتقدم المساعدات الإنسانية سواء السلل الغذائية أو غيرها للأهالي المتضررين بشكل مباشر من كورونا بحسب عيسى الذي أشار إلى المساعدات التي قدمت إلى مدينة سرمين التي تم الحجر عليها خلال الأيام الماضية، وذلك عبر تقديم سلال غذائية للأهالي الذين اضطروا للتواجد داخل منازلهم في الحجر بسبب إصابة أحد أفراد العائلة أو الاشتباه بالإصابة

وقد نوه عيسى إلى أنهم كمنظمات إنسانية لا يملكون الموارد الكافية للاستجابة، يمكن أن يستجيبوا لجزء بسيط فقط من الاحتياجات المتوقعة جراء انتشار الوباء حيث يمكن تقدير عدد المتضررين من الوباء بشكل مباشر بأكثر من مليون ونصف متضرر سيكونون في المرحلة القادمة في حال تفشيه بشكل كبير في مناطق شمال غرب سوريا

ويعتبر قطاع الإغاثة والمساعدات الإنسانية في الشمال المحرر أحد أبرز القطاعات التي تعين الأهالي في حياتهم المعيشية وخصوصًا القاطنين منهم في المخيمات والذين يفتقرون لأبسط مقومات الحياة ما يعني زيادة في معاناتهم في حال تردى هذا القطاع أكثر في المنطقة

كما يعجز معظم الأهالي في الشمال المحرر عن اقتناء وسائل الوقاية من انتشار الفيروس مثل الكمامات والمعقمات، ما يرفع احتمال ارتفاع أعداد المصابين.

وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد، يوم 11 تموز من هذا العام قراراً تم بموجبه تمديد آلية إدخال المساعدات الأممية عبر الحدود إلى سوريا من معبر واحد فقط على الحدود التركية، لمدة عام هو معبر باب الهوى بعد أن كانت تدخل من معبري باب الهوى والسلامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى