الحريري: النظام يؤمن بالنهج العسكري ويتهرب من استحقاقاته بافتعال الأزمات
راديو الكل – الأناضول
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري، نصر الحريري، أن نظام الأسد لايزال يتوهم بحسم عسكري في الشمال المحرر، محذراً الولايات المتحدة من أن الاتفاق الأخير مع ما تسمى بالإدارة الذاتية حول الثروات النفطية قد يقود لحرب أهلية تفكك سوريا.
وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري، نصر الحريري، في لقاء مع وكالة الأناضول، اليوم الخميس، 13 من آب، إن “النظام لا يزال مُصراً على الوهم بأن يحسم الوضع عسكريا في سوريا، وهو أمر غير متاح وسيصطدم بمليون حاجز يمنعه من إحراز الحل العسكري، وعلى جميع الأطراف التي تفكر بمعضلة الوضع السوري، أن تفكر بالحل وبأسرع طريقة جدية توصل للحل السياسي”.
وأضاف أن النظام يؤمن بالنهج العسكري، ويهرب من استحقاقاته والصعوبات التي يعاني منها، وبينها انتشار كورونا وفشل إدارة الأزمة الصحية، والتدهور الاقتصادي الكبير الذي رافقته حزمة العقوبات من قانون قيصر والخلافات بين أركان نظام الأسد”.
وتابع أن “النظام يحاول التهرب من كل ذلك من خلال افتعال أزمات وعمليات عسكرية تصرف نظر الشارع عن الأزمات والكوارث التي يعيشها الآن”.
وأكد أنه لا يستغرب أن يسعى النظام لعمل عسكري أو يتذرع حلفاء النظام بأي ذريعة لبدء عملية عسكرية في المنطقة، ولكن الاتفاقية التركية- الروسية غيرت التحركات على الأرض، ومنعت على النظام وحلفائه هذا الحلم، حسب تعبيره.
وعبر الحريري عن اعتقاده بوجود ارتباط وثيق بين التطورات الميدانية والتطورات السياسية، وأكد الاستعداد لاجتماع للجنة الدستورية المرتقب في 24 من آب.
وذكر الحريري أن الائتلاف يواجه تحديات متعددة، أهمها عدم وجود شريك سوري يفكر بمصلحة الشعب ويفكر بشكل حقيقي للوصول إلى حل سياسي، بالإضافة لغياب الإرادة الدولية الجادة والفاعلة لاستخدام أدوات الضغط القصوى لفرض الحل السياسي.
وحول توقيع الإدارة الذاتية اتفاقا مع شركة أمريكية لاستثمار النفط السوري، حذر الحريري من أن الاتفاق يهدد وحدة سوريا وسلامة أراضيها”، وينذر بـ”حرب أهلية” بين مكونات الشعب “ستكون نتائجها وخيمة وعدد الضحايا فيها كبير”.
وقال الحريري، “موقفنا واضح، هذا الإجراء خطير ومخالف للقانون، ويتنافى مع مبدأ السيادة السورية، وأن تقوم ميليشيات، موجودة بحكم الأمر الواقع، بسن قوانين وتشريعات، أو الذهاب لعقد اتفاقات دولية خارجة عن إرادة الشعب السوري، هذا أمر خطير وغير مقبول، بل مرفوض قطعا”.
وأضاف أن “أي خطوة تؤدي لزيادة النفوذ المالي أو الحيوي أو السياسي والاقتصادي لميليشيات قسد الإرهابية (في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية) تشكل عبئا إضافيا علينا من ناحية أنها تهدد وحدة سوريا وسلامة أراضيها وسلامة العلاقة بين مختلف مكوناتها”.
وتابع: “ولذلك على جميع الدول، التي تتغاضى عن الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات خارج إرادة الشعب السوري، وأن تعيد النظر في هذه الخطوات”.
وحذر بقوله: “إضافة لما مارسته من تغيير للمناهج الدراسية أو استهداف الشخصيات في المنطقة، فإنها لا تهدد وحدة سوريا وحسب، وإنما تنذر بحرب أهلية إن اندلعت بين مكونات الشعب السوري، فستكون نتائجها وخيمة وعدد الضحايا فيها كبير”.
وشدد على أن هذا الأمر “لن يخدم الشعب السوري، وإنما سيخدم النظام والدول الداعمة للنظام والإرهاب، وهذا مخالف لمصالح الشعب السوري وأيضا لمصالح الدول الصديقة، بما فيها الولايات المتحدة، ومخالف أيضا لرؤية الأمم المتحدة تجاه المسألة السورية، في الحل السياسي، والمرجعيات الدولية، والقرارات الأممية”.
وكانت شركة “Delta Crescent Energy LLC” الأمريكية وقعت اتفاقا حول الثروات النفطية في سوريا مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، وذلك لاستخراج النفط ومعالجته والاتجار به.