قبيلة العكيدات توجه بياناً للتحالف الدولي وتمهله شهراً لتلبية مطالبها
حمل شيوخ ووجهاء منطقة دير الزور التحالف الدولي المسؤولية عن ما يجري من انتهاكات وتجاوزات في مناطق سيطرة الوحدات الكردية بمحافظة دير الزور، بعد اغتيال عدد من وجهاء عشائر المنطقة واتهام الأهالي للوحدات بالوقوف وراءها.
ووجه شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم خليل الهفل بياناً مؤلفاً من 5 بنود إلى قوات التحالف الدولي، عقب اجتماع عقد صباح اليوم في بلدة ذيبان بحضور وجهاء وشيوخ المنطقة.
ونص البيان على تحميل التحالف الدولي مسؤولية الفلتان الأمني وعدم الاستقرار في دير الزور على اعتبار أنه المسؤول عن سلطة الأمر الواقع.
وطالب البيان بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة ومهنية للتحقيق في قضية اغتيال الشيخ مطشر الهفل وقريبه دعار الخلف.
ودعا البيان التحالف الدولي إلى تسليم إدارة دير الزور لأبنائها من المكون العربي بعيداً عن وصاية لأي طرف، في إشارة إلى الوحدات الكردية.
كما طالب البيان بالإفراج عن المعتقلين الأبرياء وإخراج النساء والأطفال من المخيمات، ودعا التحالف الدولي وجميع القوى الفاعلة بالدفع بعملية الحل السياسي في سوريا.
وأمهل البيان التحالف الدولي مدة شهر لتنفيذ المطالب اعتباراً من تاريخ صدوره.
وفي غضون ذلك، دعا شيخ قبيلة “البكارة” نواف البشير إلى طرد قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، من الريف الشرقي لمحافظة دير الزور.
وقال البشير في مقابلة مع موقع الوطن أونلاين الموالي للنظام، إنه “يجب التنسيق بين قبائل شرق الفرات والنظام من أجل تحرير الجزيرة السورية من قوات سوريا الديمقراطية، مؤكداً أن المنطقة قد تشهد “مقاومة مسلحة قوية من العشائر ضد الوحدات الكردية والاحتلال الأمريكي” حسب تعبيره.
وأضاف البشير أن ما أسماه “الحكومة السورية قد تدعم القبائل بالعتاد والسلاح وتشكل مجلس قبائل يقود المقاومة شرق الفرات”.
وشهدت الأيام الماضية توتراً شديداً في الجزء الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية من محافظة دير الزور، على خلفية مقتل عدد من وجهاء المنطقة واندلاع احتجاجات حملت مسؤولية الاغتيالات للوحدات الكردية، التي ردت بتنفيذ حملة اعتقالات في صفوف المحتجين.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 5 من آب، فرض حظر تجوال في بلدات الشحيل والحوايج وذيبان شرقي دير الزور، قبل أن تقوم برفعه جزئياً.
ونفذت قوات سوريا الديمقراطية منذ 5 وحتى 9 من آب الحالي حملات دهم واعتقالات واسعة طالت عشرات الأشخاص في بلدات وقرى ريف دير الزور الشرقي.
واعتقلت الوحدات الكردية يوم الخميس الماضي وحده نحو 30 شاباً في كل من بلدات الشحيل والطيانة وذيبان والحوايج شرقي دير الزور.
وجاءت حملات الاعتقال عقب خروج مظاهرات غاضبة في بلدات الشحيل والحوايج وذيبان احتجاجاً على مقتل واعتقال عدد من شيوخ قبيلة العكيدات، في ريف دير الزور الشرقي.
وأصيب 7 مدنيين على الأقل جراء محاولة قوات سوريا الديمقراطية تفريق المحتجين في بلدة الحوايج يوم 4 من آب، في حين أضرم المحتجون آنذاك النار في عدد من مقرات لقوات سوريا الديمقراطية، كما قتل عدد من أفراد تلك القوات على يد مجهولين.
وسبق أن شهدت مناطق دير الزور خلال الأسابيع الماضية احتجاجات شعبية ضد فرض الإدارة الذاتية منهاجاً تعليمياً ينافي قيم أهالي المنطقة ويقدم معلومات مغلوطة عنها، كما يمجد الوحدات الكردية، ويغيب التاريخ العربي والإسلامي، بحسب أهالي ومدرسين.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، على مساحات واسعة من شمال وشرق سوريا وتتلقى دعماً عسكرياً ومادياً من قوات التحالف الدولي.
وتُتهم تلك القوات والإدارة الذاتية التابعة لها بإقصاء المكونات الأخرى في المنطقة، وإقصاء الأحزاب الكردية المعارضة لها كذلك.
وكان تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أفاد في أيار الماضي، أن تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” يقصي العرب في إدارة الهياكل المدنية والعسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية.