الحكومة اللبنانية تعلن استقالتها عقب احتجاجات على خلفية انفجار بيروت
أعلنت الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب استقالتها، عقب موجة غضب شعب واحتجاجات على خلفية انفجار مرفأ بيروت، الذي راح ضحيته 163 شخصاً، وأكثر من 6 آلاف مصاب.
وقال دياب في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين: “أعلن اليوم استقالة الحكومة اللبنانية”، وأضاف، منظومة الفساد متجذرة في كل مفاصل الدولة وهي أكبر من الدولة.
كما تحدث دياب أن “الخطر كبير من مصائب أخرى بحماية الطبقة التي تتحكم بمصير البلد وتعيش على الفتن وتتاجر بدماء الناس،، وأردف “نحن أمام مأساة كبرى ويفترض التعاون من أجل تجاوز المحنة”.
وأشار في حديثه اليوم، إلى أن “البعض لا يهمه سوى تسجيل النقاط السياسية والخطابات الشعبوية وهدم ما بقي من مظاهر الدولة، والمطلوب تغيير من كانوا هم المأساة الحقيقية للشعب اللبناني”.
وأكد رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل، أن “فساد بعض الأطراف في لبنان أنتج هذه المصيبة المخبأة منذ 7 سنوات”، في إشارة إلى انفجار المرفأ، ، مؤكداً أن بعض الأطراف حاولت تحميل الحكومة مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي.
وختم كلمته بالاستقالة وقال، “قاتلنا بشراسة وشرف لكن هذه المعركة ليس فيها تكافؤ واستعملوا كل الأسلحة ضدنا وكذبوا على اللبنانيين، و همنا الأول العمل على تجاوز تداعيات الزلزال الذي ضرب البلد والوصول إلى تحقيق عادل وشفاف، أعلن اليوم استقالة الحكومة”.
وكانت وسائل إعلام نقلت نائب في البرلمان اللبناني إنه من المرجح أن يعلن رئيس الحكومة اللبنانية استقالة الحكومة، اليوم الإثنين، بعد جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي.
كما جزمت تقارير اخبارية لصحف لبنانية صباح اليوم أن الخطوة باتت شبه مؤكدة خاصة بعد نقل جلسة الحكومة من قصر بعبدا (مقر الرئاسة) إلى السراي الحكومي (مقر الحكومة).
يأتي ذلك في ظل حالة الغضب الشعبي والاحتجاجات ضد الحكومة التي يهيمن عليها حزب الله والتيار الوطني اللبناني بزعامة الرئيس ميشال عون.
واليوم الأثنين، قالت وزيرة العدل اللبنانية ماري كلود نجم في بيان إنها قدمت استقالتها من الحكومة، وأرجعت ذلك إلى الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت.
وسبق أن قدم ووزير البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار ووزيرة الإعلام منال عبد الصمد استقالتهما من الحكومة على خلفية الانفجار.
وأطلقت الشرطة اللبنانية مساء أمس الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق محتجين يلقون الحجارة ويغلقون طريقا قرب البرلمان في بيروت، في ثاني يوم من الاحتجاجات المناهضة للحكومة بعد الانفجار المروع الذي وقع في المرفأ الأسبوع الماضي .
واندلع حريق عند مدخل ساحة البرلمان، فيما اقتحم المحتجون مكاتب وزارة الأشغال العامة والنقل .
واشتبكت شرطة مكافحة الشغب التي يحمل أفرادها الدروع والهراوات مع المتظاهرين مع احتشاد الآلاف في ساحة البرلمان وساحة الشهداء القريبة منها حسبما قال مراسل لرويترز .
وتناقلت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي صوراً لاشخاص يرتدون زياً مدنياً يطلقون النار نحو المحتجين، وقال عدد من تلك الصفحات أن مطلقي النار عناصر يتبعون ل”مليشيات “حزب الله” وحركة أمل.
ويوم أمس الأحد، قال البطريرك بشارة بطرس الراعي رأس الكنيسة المارونية إن الحكومة يجب أن تستقيل إن لم تستطع تغيير ”طريقة حكمها “.
وأضاف في قداس يوم الأحد ”استقالة نائب من هنا ووزير من هناك لا تكفي بل يجب، تحسُسا مع مشاعر اللبنانيين وللمسؤولية الجسيمة، الوصول إلى استقالة الحكومة برمتها إذ باتت عاجزة عن النُهُوض بالبلاد، وإلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، بدلا مِن مجلسٍ بات عاطلا عن عمله “.
وفي 8 من آب، قالت السفارة الأمريكية في بيروت في تغريدة عبر “تويتر” إن الحكومة الأمريكية تؤيد مطالب المتظاهرين، مضيفة أن الشعب اللبناني الذي عانى كثيرا يستحق زعماء يستمعون له ويغيرون نهجهم للاستجابة للمطالب الشعبية بالشفافية والمحاسبة”.
وهزّ انفجار ضخم الثلاثاء الماضي، مدينة بيروت نتج عن اشتعال نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم، التي تدخل في صناعة الأسمدة والقنابل، كانت مخزنة في ميناء المدينة منذ 6 سنوات، بحسب الرئيس اللبناني ميشال عون.
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية بلغ عدد قتلى الانفجار 158 شخصا إضافة إلى إصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، في حين أفادت سفارة نظام الأسد في بيروت بمقتل 43 سورياً على الأقل جراء الانفجار.