حضانة الفيروس.. وحالات الإصابات الشديدة والأعراض
كثيرًا ما يتم السؤال عن فترة الحضانة لفيروس كورنا وما إذا كان المريض المصاب بالفيروس ينقله للآخرين خلال هذه المدة، فيما تدخل الأعراض التي يصاب بها حامل الفيروس في تفاصيل عدة
فترة الحضانة للفيروس ومدتها ونقل المريض العدوى خلال هذه الفترة
في حديث خاص لراديو الكل مع الدكتور مازن خير الله استشاري الأمراض المُعْدية والإنتانية وأمراض العناية المركزة وأستاذ مشارك في جامعة نورث داكوتا في الولايات المتحدة الأمريكية يبين أن فترة الحضانة تكون بين التعرض الأولي للفيروس وبين ظهور الأعراض، وتتراوح هذه الفترة بين يومين إلى 14 يوما، لكن المتوسط 5 أيام، ما يعني بحسب د. خير الله أن 50% من المرضى تظهر عليهم الأعراض خلال 5 أيام من تعرضهم للفيروس، وفي اليوم الرابع عشر تظهر الأعراض على 99% من المرضى
وفيما إذا كان حامل الفيروس ينقل العدوى خلال هذه الفترة يقول د. خير الله “أظهرت الدراسات أن المريض يمكن أن يكون معديا في هذه الفترة، وخاصة خلال الأيام القليلة التي تسبق ظهور الأعراض”
ظهور الأعراض على المصاب ونقل العدوى
ويوضح د. خير الله أن الأعراض تكون خفيفة جدا عند نسبة جيدة من الحالات، وقد لا ينتبه لها المصاب، وقد يكون المصاب غير عرضي على الإطلاق، ولا يمكن تحديد نسبة الأشخاص غير العرضيين في المجتمع، ومن هنا تأتي أهمية مراعاة التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة في كل الأحوال، حيث المصابين غير العرضيين يمكن أن ينقلوا العدوى للآخرين.
وعن الأعراض الأساسية فيبين د. خير الله أنها تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة، والسعال الجاف والتعب، كما يمكن أن يشكو المصاب من أعراض أخرى مثل ضيق التنفس والآلام العضلية والصداع وألم البلعوم وفقدان حاستي الشم والتذوق، وبعض الأعراض الهضمية كنقص الشهية والغثيان والإقياء والإسهال.
مدة الأعراض وشدة الإصابة
ويتحدث د. خير الله أن ما نسبته 70% إلى 80% من الحالات تكون فيها الأعراض بين خفيفة إلى معتدلة ولا تتطلب الدخول للمشفى، ومتوسط الأعراض يبلغ 4 أيام، بينما تزول عند الباقين خلال 10 أيام إلى 12 يوما، فيما من الممكن أن تطور بعض الحالات بنسبة 30% إلى الشديدة وتتطلب الدخول للمشفى بسبب نقص الأكسجين، وقد يحتاج 25% منهم للعناية المركزة وأجهزة التنفس، أما المرضى المتقدمون بالعمر والمصابون بأمراض مزمنة كالقلب والسكري وأمراض الرئة والضغط والسرطانات ونقص المناعة والقصور الكلوي والبدانة فهم أكثر عرضة للإصابات الشديدة، ويترافق ذلك مع نسبة أعلى بين الوفيات.
الحالات الشديدة والكشف عنها مبكرًا
تظهر أعراض معظم الحالات الشديدة بصعوبة التنفس ونقص في الأكسجين، وقد يحدث إنهاك شديد وغياب عن الوعي وألم مستمر في الصدر وازرقاق في الشفاه والوجه، ويستدعي وجود أحد هذه العوامل حسب د. خير الله التوجه للإسعاف على الفور
ويشير د. خير الله أن الأمراض التي مر ذكرها بالإضافة لتقدم العمر، تعتبر مؤشرًا على احتمال تطور الحالة، وبالتالي يجب مراقبة هؤلاء المرضى، منوهًا أنه من الأفضل اقتناء جهاز لقياس مستوى إشباع الأكسجين بالدم، عن طريق الإصبع، حيث يجب أن تكون نسبة إشباع الأكسجين في الدم أعلى من 94.
إن معرفة المعلومات والتفاصيل التي تتعلق بحضانة الفيروس لدى المصابين بالإضافة لمعرفة الأعراض، ومتى ينقل الشخص المصاب الفيروس للآخرين والتوعية بهذا الخصوص تساعد بشكل كبير في فهم طبيعة فيروس كورونا كوفيد 19، وزيادة الوعي بهذا الخصوص تمنع انتشار الفيروس واستمرار فتكه بالبشر.