“استجابة سوريا” يحذر من تدهور القطاع الطبي في المحرر مع تصاعد الإصابات بكورونا
حذر فريق منسقو استجابة سوريا، من تدهور القطاع الطبي في الشمال المحرر جراء الضغط الإضافي الذي سببه تسجيل إصابات بفيروس كورونا، مؤكداً أن اقتصار إدخال المساعدات الأممية عبر معبر باب الهوى سينعكس سلباً على الواقع الطبي في المنطقة.
وقال الفريق في بيان عبر صفحته على فيسبوك اليوم 22 من تموز، إن السلطات الصحية في شمال غربي سوريا سجلت لغاية أمس الثلاثاء 22 إصابة مثبتة، مع توقعات بزيادة الأعداد خلال الفترة القادمة في حال عدم اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لمنع انتشار الفيروس بين السكان المدنيين، وفقدان السيطرة على الانتشار في المنطقة.
وأضاف البيان أن القطاع الطبي في المنطقة قد يتدهور بشكل أكبر تحت الضغط الإضافي الذي سببه تسجيل الإصابات بفيروس كورونا في شمال غربي سوريا، مع مخاوف كبيرة من تزايد انتشار الحالات المثبتة.
كما لفت إلى وجود مخاوف من تسجيل حالات إصابة داخل المخيمات المنتشرة في المنطقة، حيث قد تتحول تلك المخيمات إلى بؤرة كبيرة للوباء يصعب السيطرة عليها، وخاصةً أن أغلب المخيمات تعاني من شح كبير في المستلزمات الأساسية الخاصة بمجابهة فيروس كورونا، كمواد النظافة والتعقيم والمياه، الأمر الذي يجعل من المستحيل تطبيق أي عزل صحي على الأهالي داخلها.
وطالب الفريق السلطات الصحية الموجودة في مناطق شمال غربي سوريا بالاستمرار في الشفافية حيال إخبار الناس بالمعلومات المتعلقة بانتشار وتفشي كورونا، لأن ذلك يزيد من فرص احتواء الوباء في المنطقة، ويؤثر على سرعة استجابة المجتمع الدولي، واستشعار الدول المانحة للأزمة وضرورة تقديمها المساعدات اللازمة لمساعدة المنطقة في مواجهة كورونا، بحسب البيان.
كما جدد الفريق رفضه للقيود المفروضة على العمل الإنساني في شمال غربي سوريا من خلال إغلاق معبر باب السلامة شمالي حلب والاقتصار على معبر واحد لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، الأمر الذي سينعكس سلباً على الواقع الطبي في المنطقة.
وطالب البيان الوكالات الدولية ببذل المزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم الصحي اللازم، لإجراء المزيد من الاختبارات والتحاليل لتقديم صورة حقيقية للجائحة والسيطرة عليها قبل الانتشار.
كما دعا جميع المنظمات الإنسانية بشكل عاجل إلى توفير الحماية والدعم الذي يعطي الأولوية لأكثر الفئات ضعفاً ولاسيما كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والنساء والفتيات، والتركيز على التوسع السريع في تدابير الصحة العامة للوقاية من الفيروس.
وسجل الشمال المحرر الإصابة الأولى بكورونا في التاسع من الشهر الحالي لطبيب سوري يعمل في مشفى باب الهوى ويتنقل بين تركيا وسوريا، ليبدأ الفيروس بعد ذلك التاريخ بتسجيل إصابات عدة.
ويعاني القطاع الطبي في الشمال السوري من ضعف في الإمكانيات والتجهيزات نتيجة تدمير عشرات المشافي والنقاط الطبية، جراء التصعيد العسكري للنظام وحلفائه ضد المناطق المحررة
ويبلغ العدد الإجمالي للأسرّة المزودة بأجهزة تنفس اصطناعي في المشافي الثلاث المخصصة لعلاج كورونا في الشمال المحرر 90 سريراً فقط، بينما يبلغ عدد الأسرّة في مراكز العزل المجتمعي 1560 سريراً، بحسب وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة.
ويعجز معظم الأهالي في الشمال المحرر عن اقتناء وسائل الوقاية من انتشار الفيروس مثل الكمامات والمعقمات، ما يرفع احتمال ارتفاع أعداد المصابين.
وفي 15 الشهر الحالي، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في كافة أنحاء سوريا، محذرة من أن الخطر العام لا يزال مرتفعاً جداً، خاصة في المناطق التي يوجد بها عدد كبير من النازحين.
وكانت منظمة الصحة العالمية، حذرت أواخر حزيران الماضي من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في منطقة شرق المتوسط، ولا سيما في الدول التي تشهد صراعات مثل سوريا، قائلةً إنها “تشعر بالقلق إزاء انتشار مرض كوفيد-19 في البلدان التي مزقتها الحروب، مثل سوريا واليمن وليبيا”.