أهالي قرية الصفصاف في الرقة يشتكون جودة الخبز والأطراف المعنية تتقاذف المسؤولية
يجد معظم سكان قرية الصفصاف غربي الرقة أنفسهم مضطرين، لشراء الخبز من مدينة الطبقة بسبب رداءة الخبز الذي تنتجه أفران القرية من ناحية، وارتفاع أسعار الخبز السياحي من ناحية أخرى، في ظل تجاهل مديرية المطاحن التابعة لما تسمى بـ “الادارة الذاتية” في الطبقة للشكاوى المتكررة من قبل أهالي القرية حول جودة الرغيف اليومي.
وقال عقيل نصر، أحد أهالي الصفصاف، لراديو الكل إن الأهالي باتوا يلجؤون لشراء الخبز من مدينة الطبقة التي تبعد عن القرية نحو 15 كيلومتراً، وذلك بسبب رداءة خبز فرن الصفصاف الآلي الذي لا يصلح للأكل.
وأضاف أنه لجأ إلى الخبز السياحي كبديل عن العادي في بداية الأمر إلا أن سعر ربطة الخبز السياحي بوزن 700 غرام يبلغ 500 ليرة سورية، وهو ما يعني أن عليه أن يدفع 1500 ليرة يوميا ثمناً للخبز، الأمر الذي يفوق إمكانياته الاقتصادية.
ويبلغ سعر ربطة الخبز العادي من المخبز 280 ليرة سورية في مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، إلا أن مناطق عدة واجهت خلال الأسابيع الماضية أزمة في توفر الرغيف اليومي.
بدورها، تساءلت عفاف الحمد، إحدى أهالي القرية، عن سبب تجاهل الجهات المسؤولة لهذه الأزمة المستمرة، مضيفة أن عائلتها تشتري الخبز من أفران مدينة الطبقة، وتعتمد أحياناً في ذلك على بعض معتمدين توزيع الخبز في المنطقة، وهو ما يعني مزيداً من النفقات والتكاليف.
وتعتبر حقول محافظة الرقة إضافة إلى محافظتي الحسكة ودير الزور، المصدر الرئيس لمحاصيل القمح في سوريا، حيث يقدر مخزون الإدارة الذاتية من القمح لهذا العام بأكثر من 500 ألف طن بحسب هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية، فيما لا يزال السكان يعانون من ارتفاع سعر مادة الخبز من جهة، ورداءته من جهة أخرى “.
من جانبه قال هلال العمدة، مالك فرن الصفصاف التحتاني، أن رداءة الخبز ناجمة عن نوعية الطحين المقدمة من الإدارة الذاتية فهي تحتوي نسبة بمادة النخالة المستخدمة كعلف للمواشي، بينما الطحين المقدم لأفران الطبقة والرقة والأفران السياحية عموما أفصل بكثير.
وأضاف العمدة أن الإدارة الذاتية قدمت الوعود لتقديم مادة الطحين الجيد خلال فترة قريبة لكن الوضع لم يتغير منذ 10 من شهر تموز الحالي.
كما أشار إلى أن نوعية الآلات وحداثتها تؤثر على جودة الخبز، مضيفاً أن توفير آلات جديدة لإنتاج الخبز يحتاج دعم حكومي.
غير أن خالد العلي، أحد مشرفي الرقابة على الأفران في منطقة الطبقة، نفى أن تكون رداءة الخبز ناجمة عن الطحين، مؤكداً أن الطحين المقدم للأرياف هو ذاته المقدم للمدن.
واتهم العلي بعض أصحاب المخابز بالتلاعب عبر سرقة كميات من الطحين الجيد واستبدالها بطحين رديء ومن ثم خلط النوعين مع بعضهما داخل الأفران، ما ينتج عنه رغيف خبز رديء الجودة.
ورغم استدراج الإدارة الذاتية كميات ضخمة من القمح خلال الموسم الحالي، إلا أن مناطق تخضع لسلطاتها ولاسيما في الرقة والحسكة واجهت أزمات خبز على مدى الشهرين الماضيين وسط شكاوى من الأهالي نتيجة عدم حل تلك الأزمات.