الثانية في أقل من شهر.. سلسلة غارات يعتقد أنها إسرائيلية توقع قتلى بصفوف النظام جنوبي دمشق
شنت طائرات مجهولة الهوية يعتقد أنها إسرائيلية مساء أمس، 20 من تموز، مجموعة غارات على محيط العاصمة دمشق ومواقع أخرى في جنوب سوريا للمرة الثانية في أقل من شهر، وسط تقارير عن سقوط قتلى في صفوف قوات النظام.
واستهدفت الضربة مخزن ذخيرة كبيراً تديره إيران في جبل المانع قرب بلدة الكسوة، حيث يتحصن أفراد من مليشيا الحرس الثوري الإيراني منذ فترة في منطقة وعرة على بعد 15 كيلومترا تقريبا إلى الجنوب من وسط دمشق، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن منشقين عسكريين سوريين.
وذكر منشقان عسكريان أن ضربات أخرى استهدفت بلدتي المقيليبة وزاكية قرب الكسوة، حيث ينتشر مسلحون من مليشيا حزب الله اللبنانية ومليشيات أخرى مؤيدة لإيران.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في التحالف الإقليمي الداعم لإيران أن الضربات لم تسقط ضحايا إيرانيين أو من جماعة حزب الله.
بيد أن صفحات إخبارية موالية للنظام على وسائل التواصل الاجتماعي من بينها أخبار اللاذقية، أفادت بمقتل 7 من عناصر قوات النظام وإصابة آخرين جراء الغارات.
بدورها زعمت وكالة سانا التابعة للنظام أن الدفاعات الجوية تصدت ”لعدوان“ إسرائيلي جديد في سماء جنوب العاصمة دمشق، وأقرت بإصابة 7 من قوات النظام وأضرار مادية.
ولم تعلن تل أبيب مسؤوليتها عن الغارات كما لم تعقب عليها حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
غير أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قالوا في الشهور القليلة الماضية إن إسرائيل ستكثف حملتها ضد إيران في سوريا حيث وسعت طهران وجودها هناك بمساعدة فصائل تابعة لها.
وتقول مصادر مخابرات غربية إن الضربات الإسرائيلية على سوريا جزء من حرب بالوكالة وافقت عليها واشنطن وجزء من سياسة مناهضة لإيران قوضت في العامين الماضيين قوة طهران العسكرية الواسعة دون التسبب في زيادة كبيرة في العمليات القتالية، بحسب رويترز.
وفي 23 من حزيران الماضي، شنت طائرات حربية مجهولة الهوية، يعتقد أنها إسرائيلية، مجموعة غارات على مواقع لقوات النظام والمليشيات الإيرانية الموالية له في محافظات دير الزور وحمص وحماة والسويداء.
كما تعرضت المليشيات الإيرانية في محافظة دير الزور الشهر الماضي لسلسلة غارات مجهولة الهوية.
وتشن طائرات يعتقد أنها إسرائيلية بين الحين والآخر غارات ضد مواقع مليشيات إيران في مناطق النظام، بهدف دفعها إلى الانسحاب من سوريا.
وتدعم إيران قوات النظام منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، وساهمت مليشيات إيرانية أو مدعومة من قبلها بالقتال إلى جانب قوات بشار الأسد، وبقمع المناطق الثائرة ضد حكمه.
وفي 8 من تموز الحالي، أعلن وزير دفاع النظام ورئيس الأركان الإيراني توقيع اتفاقية تعاون عسكري شاملة، وصرح رئيس الأركان الإيراني آنذاك أن بلاده ستقوم بتقوية أنظمة الدفاع الجوية التابعة للنظام في إطار توطيد العلاقات العسكرية بين الجانبين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدد، في 30 من حزيران، بالإطاحة برأس النظام بشار الأسد في حال السماح لإيران بالتواجد عسكرياً في سوريا.
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران، برايان هوك، مخاطباً بشار الأسد “أنت تُعرض مستقبل بلدك ونظامك للخطر، إسرائيل لن تسمح لإيران بإقامة تواجد عسكري بسوريا”.
وأشار إلى أن حكومته “حازمة تماماً بشأن منع إيران من التموضع عسكريًا في المحيط الأقرب منا”.
وأقر نتنياهو بأن الجيش الإسرائيلي يقوم “بعمليات عسكرية قوية جدا مرة تلو الأخرى ضد إيران، ووكلائها في سوريا وفي أماكن أخرى وفق الحاجة”.
وأضاف “أقول للملالي بطهران: إسرائيل ستواصل القيام بهذه العمليات؛ لأنها ضرورية لمنعكم من فتح جبهة إرهابية وعسكرية ضدنا بسوريا”.
وسبق أن أكدت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية إريكا تشوسانو، في حزيران الماضي، أن بلادها ملتزمة بإخراج القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها من جميع أنحاء سوريا، وليس جنوب غرب البلاد فقط.
كما قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في أيار الماضي “ينبغي على الإيرانيين مغادرة سوريا وليس جنوبها الغربي فقط، مضيفاً أن واشنطن أبلغت النظام وروسيا بأن على الإيرانيين الرحيل”.
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري كشف عن عرض أمريكي لبشار الأسد للخروج من الأزمة، وقال المبعوث جيفري خلال تصريحاتٍ صحفية، بحضور الجالية السورية في أمريكا، إن واشنطن تريد عملية سياسية في سوريا من الممكن ألا تقود إلى تغيير للنظام، فهي تطالب بتغيير سلوكه وعدم تأمينه مأوى “للمنظمات الإرهابية”، وعدم تأمينه قاعدة لإيران لبسط هيمنتها على المنطقة.