“رايتس ووتش”: القرار الأممي الأخير بشأن آلية المساعدات لسوريا هو المسمار الأخير في نعشها
اعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر الأسبوع الماضي لحصر المساعدات الإنسانية عبر الحدود لشمال غربي سوريا بمعبر واحد مع تركيا، هو المسمار الأخير في نعش آلية المساعدات التابعة للأمم المتحدة منذ ست سنوات.
وأضافت المنظمة، في تقرير نشرته على موقعها، أمس الخميس، إن هذا القرار مثال على إساءة روسيا استخدام “الفيتو” وتسييس المساعدات الإنسانية والاستهتار بحياة المدنيين في سوريا، بظل انتشار فيروس كورونا في شمال غربي سوريا.
وأوضحت “رايتس ووتش” أن قرار حصر المساعدات الإنسانية بمعبر واحد “ما هو إلا انتصار لروسيا وحكومة رأس النظام”.
وأكدت على ضرورة تحرك الأمم المتحدة والدول الأعضاء لاستكشاف سبل أخرى فوراً لاستئناف المساعدات عبر الحدود إلى شمال شرقي سوريا وأجزاء من الشمال الغربي، وخصوصاً بعد تأكيد وصول فيروس كورونا لهذه المناطق قبل انتهاء المدة المحددة لإدخال المساعدات (تموز القادم).
ونوهت، إلى أن الأمم المتحدة إذا سمحت لروسيا ونظام الأسد بالتحكم بدخول هذه المساعدات وتحديد موعد ومكان دخولها، فإن ذلك سياعد في انتشار فيروس كورونا بسرعة كبيرة في مناطق شمال غربي سوريا.
كما لفتت إلى أن روسيا عازمة على إنهاء المساعدات عبر الحدود إلى شمالي سوريا، بحجة أنها تقوّض “سيادة سوريا” وأن ما يكفي من المساعدات يمكن أن يصل إلى هذه المناطق من النظام.
وفي 11 من تموز الحالي، تبنّى مجلس الأمن قراراً لتمديد آليّة إدخال المساعدات الإنسانيّة عبر الحدود إلى سوريا، لكن مع تقليص جديد للآليّة فرضته موسكو بعد أن استخدمت “الفيتو” برفقة بكين ضد تمديدها في مناسبتين خلال 4 أيام، ما أدى إلى انتهاء صلاحية تفويض الآلية.
ووافق المجلس بغالبيّة 12 صوتاً، على مقترح ألمانيّ بلجيكيّ ينصّ على إبقاء معبر باب الهوى مع تركيا مفتوحاً لمدّة عام، والتوقف عن عبور تلك المساعدات عبر معبر باب السلامة.
وتسمح آلية الأمم المتحدة التي أنشئت عام 2014 بإيصال المساعدات للسوريين بدون موافقة نظام الأسد.
وتعتبر الأمم المتحدة أنّ الحفاظ على أكبر عدد ممكن من نقاط العبور أمر حيوي، لا سيما في ظل التهديد الذي يمثله فيروس كورونا المستجد الذي بدأ يتفشى في المنطقة.
وفي 13 تموز الحالي، قال متحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن قرار مجلس الأمن بتمديد آلية المساعدات إلى سوريا من معبر واحد فقط سيجعل إيصال المساعدات الإنسانية أكثر تعقيداً، وأكثر تكلفة.
وكانت مجموعة من المنظمات الدولية والإنسانية من بينها “هيومان رايتس ووتش” ومنظمة العفو الدولية” و”منسقو استجابة سوريا” و”الدفاع المدني السوري” وغيرهم، دعوا المجتمع الدولي للضغط على روسيا والصين من أجل تمديد آلية المساعدات.
كما اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية، الأسبوع الماضي، روسيا والصين بـ” استغلال مجلس الأمن الدولي كأداة لتنفيذ أجندتيهما الوطنية الضيقة على حساب ملايين السوريين الأبرياء”.
وكانت روسيا فرضت بعد استخدامها الفيتو، في 11 من كانون الثاني الماضي، خفضاً في عدد نقاط العبور الحدوديّة المسموح بها، من أربع نقاط إلى اثنتين، مقابل موافقتها على التمديد للآلية لمدة ستة أشهر فقط، بعد أن كانت تمدد سنوياً.