الوباء العالمي وفايروس كورونا
عندما يظهر عامل فيروسي يسبب مرضًا إنتانيًا، فإن البشر لا يملكون مناعة لمحاربته؛ ما يؤدي لانتشار سريع وواسع للفيروس بين الناس، والذي بدوره يؤدي لانتشار عالمي ويصبح وباءً عالميًا، وذلك بسبب انتشار مرض جديد بشكل واسع، كما هو الحال في كوفيد 19
مراحل انتشار الوباء العالمي:
يوضح الطبيب مازن خير الله استشاري الأمراض المُعْدية والإنتانية وأمراض العناية المركزة، وأستاذ مشارك في جامعة نورث داكوتا، اختصاصي إدارة نظم صحية، والمدير الطبي لخدمات العناية المركزة في مركز سانفورد الطبي في الولايات المتحدة الأمريكية في اتصالٍ مع راديو الكل مراحل انتشار الوباء العالمي بقوله ” تبدأ المراحل بظهور الفيروس الجديد عند الحيوانات في البداية، وبعدها ينتقل من الحيوان للإنسان بشكل محدود جدًا وهي المرحلة الثانية، وبعدها في المرحلة الثالثة ينتشر بين البشر بشكل محدود، ومنها إلى المرحلة الرابعة لينتشر في منطقة واحدة ويصبح بشكل جائحة، وبعد أن يصيب بلدين على الأقل في منطقة واحدة من مناطق منظمة الصحة العالمية يدخل المرحلة الخامسة، والمرحلة السادسة والأخيرة عندما ينتقل على الأقل لبلد آخر في منطقة أخرى من مناطق مصنفة تحت تصنيف منظمة الصحة العالمية”
كيف انتقل كورونا إلى الإنسان؟
ويعرض د. خير الله طريقة انتقال الفيروس من الخفاش أو الوطواط الذي يعتبر المخزن الطبيعي لجميع فيروسات كورونا، حيث إنه لا بد من ثوي مضيف ينتقل الفيروس من خلاله للإنسان، ويعتقد أن فيروس كورونا انتقل للبشر عن طريق آكل النمل الحرشفي الذي حصل عليه من الخفاش
وبخصوص النظريات التي تقول إن كورونا هو من صنع البشر فيقول د. خير الله “بالنسبة لنظرية أن الفيروس تسرب عن طريق مخبر أو أنه من صنع البشر فهذه تبقى نظريات فقط ولا يوجد دليل علمي مثبت بعد عليها، فالحالات الأولى للإصابة بالفيروس كانت في مدينة ووهان الصينية وهذه الحالات كانت جميعها لديها صلة بسوق الحيوانات الحية في المدينة”.
وتعود سرعة انتشار الوباء كما يوضح الدكتور لانفتاح العالم على بعضه بشكل كبير وسهولة انتقال الفيروس من شخص إلى آخر عن طريق القطيرات التنفسية والتماس وإمكانية العدوى حتى لو لم تكن الأعراض ظاهرة، فمن الحاملين للفيروس من لا تظهر عندهم الأعراض وبالتالي بإمكانهم إصابة غيرهم من الأشخاص.
المخطط الوبائي لوباء كورونا ودرجة شدته
ويمر الوباء بمخطط يبدأ بمرحلة أولية تكون فيها الحالات محدودة، عند تسجيل إصابة في أماكن متفرقة هنا وهناك وهو حاليًا ما يمر به الشمال السوري، قبل أن تزداد الحالات وتدخل حالة التسارع كما يوضح د. خير الله لراديو الكل
تزداد الحالات بشكل كبير لتصل إلى مرحلة الذروة وبعد مرحلة الذروة تبدأ الحالات بالتناقص بالتدريج وينحسر الوباء خلال موجته الأولى، وبحسب الدكتور يختلف توقيت المخطط الزمني من بلد إلى آخر حسب دخول الفيروس لكن متى دخل الفيروس إلى البلد، فإنه يمر بهذه المراحل بشكل متوالٍ مرحلة بعد أخرى، حيث إن المكان الواحد يشهد هذه الزيادة حتى تصل للذروة قبل أن تنخفض وتنحسر ضمن البلد الواحد هذا خلال الموجة الأولى من الوباء، ومن الممكن أن يتعدل المخطط الوبائي عن طريق الإجراءات الاحترازية التي من الممكن اتخاذها داخل المجتمع
وباعتبار أن نسبة الوفيات المرافقة لهذا الوباء حول العالم تتراوح بين 2 إلى 10 بالمئة، فالوباء هو بالدرجة الخامسة من الشدة وهي أعلى درجة ممكن أن نراها بالوباء
هل يمكن أن نشهد موجة ثانية من الوباء؟
ويجيب د. خير الله عن هذا السؤال بالقول: “نعم.. يمكن أن يحصل ذلك وهو يعود إلى أن الفيروس لا يزال منتشرًا في المجتمع وبغياب علاج فعال ولقاح واقٍ، ومع تخفيف للإجراءات الاحترازية للمجتمعات، فمن المتوقع أن نشهد موجة ثانية وربما أكثر من موجة”
كورونا والأوبئة الأخرى
وفيما يخص الأوبئة الأخرى يذكر خير الله أنَّ آخر وباء تم الإعلان عنه قبل هذا الوباء هو وباء إنفلونزا الخنازير في عام 2009، أدى إلى إصابة الملايين وحوالي 150 إلى 500 ألف وفاة حول العالم
وقبله كان هناك وباء هونغ كونغ عام 1968 والذي ذهب ضحيته حوالي مليون وفاة، لكن الوباء الأسوأ للإنفلونزا كان سنة 1918 والذي أصاب أكثر من 500 مليون شخص وأدى إلى ما يقرب من 50 مليون وفاة