كورونا في الشمال المحرر.. الإجراءات المتبعة واستجابة الأهالي
لا يدق ناقوس الخطر حاليًا في الشمال السوري المحرر بسبب قصف أو جوع أو فقر إنما بسبب وصول فيروس كورونا للمنطقة وتسجيل أولى الإصابات فيه والتي وصل عددها حتى اللحظة إلى ثمان إصابات، ما يتطلب المزيد من الإجراءات لمنع انتشاره بين الأهالي
في المخيمات التي يبلغ عددها قرابة 1277 مخيمًا ويقطنها حوالي مليون وأربعين ألفَ نسمة يُخشى من وصول الفيروس إليها بسبب غياب الشروط الوقائية فيها، ما يمكن أن يؤدي إلى كارثة كبيرة سيكون من الصعب السيطرة عليها بحسب المهندس محمد حلاج مدير فريق منسقو الاستجابة في الشمال السوري
وأوضح حلاج في حديثه مع راديو الكل أن حملات التطهير والتعقيم أخذت بالازدياد في المنشآت الحيوية وأنها بدأت بالدخول للمخيمات، مشيرا إلى أن الإصابات التي تم تسجيلها بفيروس كورونا ضمن القطاع الطبي، أدت إلى حجر عدد من المشافي مؤقتًا ريثما يتم تثبيت أي حالة إيجابية أتت إلى المشفى التي تم تسجيل الإصابات به.
فيما يلاحظ في الشمال المحرر استهتار الأهالي بالاستجابة لإجراءات الوقاية لعدة أسباب كما يبينها حلاج لراديو الكل بقوله “إما أنه لا يوجد اقتناع بموضوع الفيروس أو أن المتطلبات الأساسية للوقاية ليست موجود ومتوفرة بشكل كامل مثل مواد التعقيم وسلل النظافة وغيرها”
بدوره يبين الدكتور رامي كلزي مدير البرامج الصحية في وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة لراديو الكل الإجراءات التي تم اتخاذها من الجهات المعنية منذ تسجيل أولى الإصابات في الشمال السوري المحرر، حيث استنفرت هذه الجهات على مدار 24 ساعة وأجرت اجتماعات على كافة المستويات، لتعميم الإجراءات اللازمة، وتم إيقاف التعليم الصيفي مع الاستمرار بإجراء الامتحانات لكن بإجراءات صارمة جدًا، كما أضاف كلزي أنه تم الإبقاء على العمل الإسعافي فقط في المراكز الصحية أو العيادات، وإصدار تعميمات جديدة في ما يخص الكمامات وغسيل الأيدي والحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعي وغيرها
وأشار كلزي إلى نقص في المعقمات والكمامات بسبب القصور في سلاسل الإمداد العالمية، إلا أنه تم تأمين كمية جيدة من الكمامات الطبية المخصصة للكوادر الصحية وكذلك دفعة من المعقمات الطبية كما تم تعقيم كافة المنشآت التي تم تأكيد إصابات فيها، وهناك خطط لإعادة تعقيم منشآت من مدارس ومؤسسات وغيرها تم تعقيمها سابقًا، وأكد أن الكمية من المعقمات والكمامات والكفوف تكاد تكفي المراكز الصحية بصعوبة
أما بالنسبة للأهالي فنظرًا لعدم وجود إمكانية لتأمين كمامات طبية لهم، تم استصدار توصيات خاصة من منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع فريق العمل المخصص من قبلها بقيادة وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة بخصوص الكمامات القماشية وكيفية تصنيعها وما هي أنواع القماش المستخدم وكيفية ارتدائها وخلعها وغير ذلك، بحسب كلزي الذي نوع إلى أنه هذه الكمامات لن تكون بنفس الفاعلية ولكنها تفي بالغرض للاستخدام بين الناس بشكل عام
وتتفاوت استجابة الأهالي بين طرفي نقيض، فبعضهم أصيب بالذعر بسبب إعلان الحالات الأولى، وبالمقابل منهم من ازدادت لا مبالاتهم حسب كلزي الذي طلب من الأهالي أن يتعاملوا مع الموضوع بشكل جدي دون هلع وخوف، موضحًا أن المرض بالنهاية يمكن الوقاية منه ونسبة الشفاء منه عالية إلا في حال عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية وتضاعف الحالات بشكل سريع ما سيشكل عبئًا على القطاع الصحي والمنشآت الصحية
معاناة الجائحة هذه تضاف لأشكال المعاناة التي يعيشها الشمال السوري المحرر، ولا يمكن القول إنها تصب في القطاع الصحي فقط، فهي ترتبط كل الارتباط بقطاعات وأوضاع أخرى مثل المعيشة والخدمات وغيرها، ما يفرض تحركا دوليا لإنهائها جمعاء قبل أن تحدث الكارثة، وإلا سيبقى السوريون أنفسهم في مهب الريح يواجهون وحدهم كما واجهوا سابقًا مصيرهم المجهول