رغيف الخبز يتحول إلى هاجس يومي لدى أهالي الشدادي

يقاسي أهالي ناحية الشدادي جنوب الحسكة الأمرين يومياً لأجل الحصول على رغيف الخبز، في ظل من أزمة حادة وغير مسبوقة، نتيجة إهمال ما تسمى بـ”الإدارة الذاتية” تلبية متطلبات المنطقة من الرغيف اليومي.

ويمضي الأهالي ساعات في طوابير الخبز يومياً لأجل تحصيل كمية قليلة منه لا تكاد تكفي احتياجاتهم وعوائلهم.

وقال منصور عبد الرحيم، أحد معلمي مدينة الشدادي، لراديو الكل إنه يقف يومياً من الساعة 2 وحتى الساعة 7 صباحا أمام المخبز للحصول على كيلو من الخبز.

 وأضاف أن أدنى موظف عسكري تابع للإدارة الذاتية يحصل على الخبز فورا لامتلاكه بطاقة تخوله ذلك، بينما لا يمنح المعلمون تلك البطاقة.

وغالبا ما يؤدي الازدحام إلى نشوب مشاجرات بسبب الضغط النفسي الذي يعانيه الأهالي حيث بات هاجس الحصول على الخبز معركة مصيرية لدى البعض منهم، بحسب عبد الرحيم.

بدوره، قال “بهجت عزو” أحد موزعي الخبز المدعوم في الشدادي ” إن المنطقة تعاني من أزمة خانقة جراء نقص مادة الخبز، رغم أنها لم تواجه تلك المشكلة من قبل، مضيفاً أن السبب في الأزمة يعود إلى تخفيض المخصصات اليومية للأفران من 9 أطنان دقيق إلى 6.

وتساءل الموزع كيف تعاني الشدادي من أزمة خبز وهي التي تشتهر بوفرة القمح، لافتاً إلى أن عمليات الاتجار بالخبز تحت مرأى الوحدات الكردية تزيد الوضع تعاسة.

ويقطن ناحية الشدادي وريفها أكثر من 25 ألف أسرة، تعتمد في سد حاجتها من مادة الخبز على فرنين فقط، هما الوحيدان في المنطقة.

وبحسب لجنة الاقتصاد في الشدادي، تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل فرن ما يقارب 12 طنًّا من الطحين، إلا أن هيئة الأفران تزود كل فرن بما يقارب 6 أطنان فقط، وهي كمية يستحيل أن تكفي لتغطية احتياجات 25 ألف عائلة.

إداري لجنة الاقتصاد ومسؤول الأفران في ناحية الشدادي، ياسر الدغيم، قال لراديو الكل إن الناحية تعيش أزمة غير مسبوقة بمادة الخبز، التي لا يمكن الاستغناء عنها لدى أي أسرة.

وأرجع الدغيم، أسباب الأزمة إلى قلة الأفران المرخصة مقارنة بعدد العوائل المستفيدة منها.

ولفت الدغيم، إلى أن لجنة الاقتصاد تعمل على إنهاء الأعمال الإنشائية للأفران الثلاثة التي تمت الموافقة على إنشائها في ريف الشدادي، لتدارك نقص مادة الخبز والقضاء عليها بشكل نهائي.

ويُقام أحد الأفران الثلاثة في قرية الحريري، التي تشهد توسعاً سكانياً متسارعاً، إضافة إلى بلدتي الحدادية وعبدان، ومن المحتمل إدخالها حيز العمل قبل نهاية الشهر الجاري، بحسب الدغيم.

وتعاني مناطق تخضع لسلطات الإدارة الذاتية، ولاسيما في القامشلي والشدادي من أزمة خبز منذ شهرين، أدت إلى ازدحام شديد أمام الأفران وسط شكاوى من الأهالي نتيجة عدم حل تلك الأزمة، رغم استدراج الإدارة الذاتية كميات ضخمة من القمح خلال الموسم الحالي.

الحسكة – راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى