“قوات سوريا الديمقراطية” تعتقل مئات الشبان لتجنيدهم قسراً منذ مطلع تموز
كثفت قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، من عمليات الاعتقال في صفوف الشباب بمناطق سيطرتها بغرض تجنيدهم قسراً في صفوفها.
وقال مراسل راديو الكل في منبج، أمس 13 من تموز، إن حواجز قوات سوريا الديمقراطية اعتقلت 38 شابا من أبناء المدينة منذ 10 من تموز الحالي، وذلك بهدف تجنيدهم إلزاميا في صفوفها.
وأكد مراسلنا اعتقال نحو 220 شاباً بعضهم دون سن 18 من أبناء مدينة منبج ومحيطها منذ بداية تموز الحالي بهدف سوقهم للتجنيد الإجباري.
وأوضح المراسل أن قوات سوريا الديمقراطية ترسل الشبان المعتقلين في منبج وريفها إلى معسكرات التجنيد الإجباري الموجودة في سد تشرين شرقي مدينة منبج.
وفي ريف الرقة، اعتقلت قوات الشرطة العسكرية التابعة قوات سوريا الديمقراطية أمس قرابة 21 شاباً في عموم أرجاء المحافظة.
وقال مراسل راديو الكل إن الاعتقالات تركزت شرقي المحافظة في منطقة حوس وشمالها في قرى شنينة والجربوع، مضيفاً أن تم نقل المعتقلين إلى الفرقة 17 لتلقي التدريبات العسكرية.
وأفاد مصدر من مكتب الدفاع الذاتي التابع لقوات سوريا الديمقراطية لراديو الكل، بأن عدد المعتقلين بهدف التجنيد الإجباري في محافظة الرقة خلال شهر تموز تجاوز 275 شاب، وذلك ضمن الفئة العمرية 1990 – 2001.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن من بين المعتقلين الذين تم سوقهم للتجنيد مؤخرا نحو 16 شاباً دون الـ 18عاماً، مشيراً إلى أنه تم إلحاق المعتقلين بمعسكرات تدريبية في الفرقة 17 شمال مدينة الرقة ومركز الطلائع جنوبها.
كما أكدت مصادر خاصة من قوات سوريا الديمقراطية في الحسكة لراديو الكل أن الشرطة العسكرية التابعة لها اعتقلت أكثر من 150 شاباً لتجنيدهم، مضيفاً أن أغلب تلك الاعتقالات تركزت في مدينة الشدادي وريفها وبلدة مركدة جنوب الحسكة.
ولم تستثن الاعتقالات الشبان الوحيدين أو طلاب الجامعات أو معيلي العائلات فيما تم نقل المعتقلين إلى معسكر التدريب في ريف القامشلي.
بدورها، أفادت مراسلة راديو الكل في دير الزور أن قوات سوريا الديمقراطية اعتقلت أمس 4 شبان على حاجز بلدة الكشكية والباغوز شرقي دير الزور بحجة الخدمة الإلزامية، وذلك عقب اعتقالها 6 شبان في البصيرة وهجين قبل أيام لذات السبب.
كما سجلت بلدات الشحيل والسوسة والباغوز والبصيرة وذيبان عشرات حالات الاعتقال في صفوف الشبان منذ مطلع الشهر الجاري بغرض تجنيدهم قسراً لدى قوات سوريا الديمقراطية.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال الصحفي في شبكة فرات بوست، صهيب جابر، لراديو الكل إن المستهدف من عمليات التجنيد هذه هم الشبان من أهالي المنطقة، محذراً من أن قوات سوريا الديمقراطية تزج بالشبان المعتقلين على خطوط التماس بمواجهة أقاربهم المنضوين في صفوف الجيش الوطني بمنطقة عمليات نبع السلام، فيما تقود الوحدات الكردية من الخلف بعيداً عن المواجهات.
وأضاف أن سياسة التجنيد القسري التي تفرضها قوات سوريا الديمقراطية ليست قانونية، حيث أن الجهة التي تفرضها لا تمتلك شرعية دولية وليست جهة رسمية لتنظيم تلك العملية، كما أن تلك القوات تعتقل من هم دون سن 18 عاماً في انتهاك واضح لحقوق الإنسان.
وأصدرت ما تسمى بـ “الإدارة الذاتية” لشمال شرق سوريا بيان، في 8 من تموز ينص على ضرورة مراجعة شريحة معينة من الشباب “مكتب الدفاع الذاتي لتسوية أوضاعهم” قبل نهاية تموز الحالي.
وتشن قوات سوريا الديمقراطية بين الآونة والأخرى حملات اعتقال ضد شبان المناطق الخاضعة لسيطرتها ممن يرفضون الانخراط في صفوف تلك القوات.
كما طالت الاعتقالات وعمليات التجنيد أطفال وفتيات بحسب تقارير أممية، رغم تقديم قوات سوريا الديمقراطية تعهدات للأمم المتحدة عام 2019 بعدم تجنيد الأطفال.
وكانت الأمم المتحدة أكدت في تقرير صادر عنها في 15 من حزيران الماضي تجنيد الوحدات الكردية والأسايش وقوات سوريا الديمقراطية 328 طفلاً خلال العام 2019.