الائتلاف: الفيتو الروسي الصيني جريمة كبرى بحق ملايين السوريين
الائتلاف:الموقف الروسي الصيني يمثل نموذجاً من الإرهاب السياسي المنظم
وصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية استخدام روسيا والصين “الفيتو” ضد تمديد آلية إيصال المساعدات الدولية عبر الحدود إلى سوريا، بأنه جريمة كبرى بحق ملايين السوريين.
وقال الائتلاف في بيان اليوم، 8 من تموز، إن الموقف الروسي الصيني يمثل نموذجاً من الإرهاب السياسي المنظم الذي يحدث داخل مجلس الأمن ولاسيما أن أعضاء فاعلون داخله ودول كبرى دائمة العضوية تشرف وتشارك في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وتغطي عليها، ثم يأتي المجلس لينزل عند رأيها في مصير الضحايا.
وأضاف البيان أن الفيتو تحول إلى سلاح لا يقل شراً عن أسلحة الدمار الشامل يتم من خلاله استهداف الشعوب قتلاً واعتقالاً وتهجيراً، وطالب المجتمع الدولي بوضع حد لذلك، إذ من غير المعقول أن يكون للقاتل رأي حاسم في مصير الضحايا.
وطالب الائتلاف بحرمان روسيا من أي حق في التصويت على أي قرار يتعلق بالشأن السوري على اعتبار أنها طرف رئيسي في ما يقع على الشعب السوري من جرائم وانتهاكات، ومن غير الممكن أن يكون المجرم هو القاضي.
وحذر الائتلاف من أن نظام الأسد يسعى إلى الاستئثار بالمساعدات الأممية واستغلالها كدعم له، واستخدامها كسلاح في حربه على الشعب، لاسيما في ظل العقوبات الدولية وسريان قانون قيصر، وتساءل كيف لنظام جوّع السوريين وحاصرهم ورفع شعار “الجوع أو الركوع” أن توكل إليه مهمة توزيع المساعدات عليهم.
ودعا الائتلاف المجتمع الدولي إلى تجاوز الاستعصاء الذي يعيشه مجلس الأمن الدولي والذي يزيد من تفاقم الأزمة وتصاعد الكارثة، وذلك بإنشاء آلية بديلة لضمان وصول المساعدات لكل من يحتاجها في سورية، وبشكل مستمر إلى حين انتفاء الحاجة، إضافة إلى فرض الظروف المناسبة لتنفيذ القرارات الأممية بشأن العملية السياسية في سوريا.
ومساء أمس الثلاثاء، عرقلت روسيا والصين الجهود الأممية لتمديد آليّة إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدّة عام عبر نقطتين حدوديّتَين، رغم تحذيرات أممية من خطر توقف المساعدات على ملايين السوريين.
واستخدمت روسيا والصين “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي، ضدّ مشروع قرار، قدّمته ألمانيا وبلجيكا، ينصّ على تمديد آليّة إيصال المساعدات إلى سوريا لمدّة عام عبر معبري باب الهوى وباب السلامة مع تركيا.
وحصل القرار على تأييد 13 دولة من الأعضاء في مجلس الآمن، فيما رفضت روسيا والصين مشروع القرار واستخدمتا ضده “الفيتو”، ليكون بذلك “الفيتو” رقم 15 الذي تستخدمه روسيا لدعم نظام الأسد في مجلس الأمن، منذ بدء الثورة السورية عام 2011.
وعقب استخدامها الفيتو، سارعت موسكو إلى محاولة فرض رؤيتها على مجلس الأمن، وقدمت مشروعها الخاص الذي يتضمن تمديداً لآليّة المساعدات الأمميّة إلى سوريا لستّة أشهر عبرَ معبر باب الهوى فقط.
من جانبها، اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، روسيا والصين بـ” استغلال مجلس الأمن الدولي كأداة لتنفيذ أجندتيهما الوطنية الضيقة على حساب ملايين السوريين الأبرياء”.
وقالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، في بيان صحفي: “لم يكن مفاجئاً لنا أن تبحث روسيا والصين عن كل فرصة لدعم نظام الأسد القاتل وحملته الوحشية ضد الشعب السوري”.
كما أعربت كل من ألمانيا وبلجيكا، في بيان مشترك عن أسفهما لاستخدام روسيا والصين “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي لعرقلة صدور قرار خاص بتمديد آلية إيصال المساعدات العابرة للحدود إلى سوريا.
وينتهي بعد غد الجمعة، التفويض الحالي الذي تعمل به الآلية، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2504 الصادر في 11 كانون الثاني الماضي.
وأمس الأول، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي، إن الاحتياجات بشمال غربي سوريا لا تزال مرتفعة بشكل لا يصدق، مع وجود 2.8 مليون شخص محتاج، و2.7 مليون نازح داخليا.
وكانت روسيا فرضت بعد استخدامها الفيتو، في 11 من كانون الثاني الماضي، خفضاً في عدد نقاط العبور الحدوديّة المسموح بها، من أربع نقاط إلى اثنتين، مقابل موافقتها على التمديد للآلية لمدة ستة أشهر فقط، بعد أن كانت تمدد سنوياً.
وهددت روسيا والصين حينها بوقف الآلية في حال إقرارها لعام كامل، أو استخدام الأمم المتحدة معابر مع الأردن والعراق لإدخال المساعدات.