فيتو “روسي صيني” ضد تمديد إيصال المساعدات إلى سوريا وموسكو تستعد لفرض رؤيتها
تنديد أمريكي ألماني بلجيكي بالفيتو "الروسي الصيني" ضد تمديد آلية وصول المساعدات عبر الحدود إلى سوريا
عرقلت روسيا والصين الجهود الأممية لتمديد آليّة إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدّة عام عبر نقطتين حدوديّتَين، رغم تحذيرات أممية من خطر توقف المساعدات على ملايين السوريين، فيما أعلنت موسكو أنها تريد تمديد الآلية لستة أشهر وعبر معبر واحد فقط.
واستخدمت روسيا والصين “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء 7 من تموز، ضدّ مشروع قرار، قدّمته ألمانيا وبلجيكا، ينصّ على تمديد آليّة إيصال المساعدات إلى سوريا لمدّة عام عبر معبري باب الهوى وباب السلامة مع تركيا.
وحصل القرار على تأييد 13 دولة عضو في مجلس الآمن، فيما رفضت روسيا والصين مشروع القرار واستخدمتا ضده “الفيتو”، ليكون بذلك الفيتو 15 الذي تستخدمه روسيا لدعم نظام الأسد في مجلس الأمن، منذ بدء الثورة السورية عام 2011.
وعقب استخدامها الفيتو، سارعت موسكو إلى محاولة فرض رؤيتها على مجلس الأمن وقدمت مشروعها الخاص الذي يتضمن تمديداً لآليّة المساعدات الأمميّة إلى سوريا لستّة أشهر عبرَ معبر باب الهوى فقط، ومن المنتظر أن تُحسم مساء اليوم الأربعاء نتيجة التصويت على النصّ الروسي المقترح.
وعبر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا”، عن قناعة بلاده بأن معبراً واحداً سيكون كافياً لنقل المساعدات بعد تقلص المساحة المتبقية تحت سيطرة المعارضة في إدلب بنسبة 30%، وأشار إلى أن 14 بالمئة فقط من المساعدات تم نقلها عبر معبر باب السلامة.
من جانبها، اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، روسيا والصين بـ” استغلال مجلس الأمن الدولي كأداة لتنفيذ أجندتيهما الوطنية الضيقة على حساب ملايين السوريين الأبرياء”.
وقالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، في بيان صحفي: “لم يكن مفاجئاً لنا أن تبحث روسيا والصين عن كل فرصة لدعم نظام الأسد القاتل وحملته الوحشية ضد الشعب السوري”.
وأضافت أن روسيا والصين تعتبران مجلس الأمن الدولي مجرد أداة أخرى لدفع أجندتيهما الوطنية الضيقة على حساب ملايين السوريين الأبرياء من النساء والأطفال والرجال”.
وأوضحت أن “الولايات المتحدة والأعضاء الآخرون في مجلس الأمن أيدوا هذا القرار التوافقي لأن البديل لا يوصف، محذرة من أن ملايين السوريين سيعانون، وقد يموت عدد لا يحصى من الضحايا، جراء توقف وصول المساعدات الإنسانية.
واعتبرت أن الفيتو الروسي الصيني المشترك جاء في إطار جهود البلدين التي استمرت شهوراً لقطع المساعدات الإنسانية عن سوريا، مشددة على أن بلادها لن تدخر جهداً للوصول إلى المحتاجين في سوريا ولن تمنح مصداقية للأكاذيب الروسية والصينية بشأن ما يحدث في سوريا.
كما أعربت كل من ألمانيا وبلجيكا، عن أسفهما لاستخدام روسيا والصين (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لعرقلة صدور قرار خاص بتمديد آلية إيصال المساعدات العابرة للحدود إلى سوريا.
وقال المندوبان الألماني والبلجيكي في في بيان مشترك: “هذا لم ينته بعد، سنشارك في الساعات والأيام القادمة مزيدًا من الجهود مع جميع الأطراف للوصول إلى توافق”.
وينتهي بعد غد الجمعة، التفويض الحالي الذي تعمل به الآلية، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2504 الصادر في 11 كانون الثاني الماضي.
وأمس الأول، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي، إن الاحتياجات بشمال غربي سوريا لا تزال مرتفعة بشكل لا يصدق، مع وجود 2.8 مليون شخص محتاج، و2.7 مليون نازح داخليا.
كما حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في 24 من حزيران الحالي، مجلس الأمن الدولي، على تمديد تفويض آلية إيصال المساعدات الإنسانية للسوريين عبر تركيا لمدة عام إضافي، محذراً من تفاقم معاناة المدنيين جراء الصراع المتواصل منذ 9 سنوات.
وكانت روسيا فرضت بعد استخدامها الفيتو، في 11 من كانون الثاني الماضي، خفضاً في عدد نقاط العبور الحدوديّة المسموح بها، من أربع نقاط إلى اثنتين، مقابل موافقتها على التمديد للآلية لمدة ستة أشهر فقط، بعد أن كانت تمدد سنوياً.
وهددت روسيا والصين حينها بوقف الآلية في حال إقرارها لعام كامل، أو استخدام الأمم المتحدة معابر مع الأردن والعراق لإدخال المساعدات.