الأمم المتحدة: الاحتياجات في شمال غربي سوريا لا تزال مرتفعة بشكل لا يصدق
لفتت الأمم المتحدة إلى أهمية تمديد التفويض الخاص بآلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، وأثره على ملايين السوريين هناك، بالتزامن مع اقتراب موعد انتهاء تفويض الآلية، واشتراط موسكو تقليص عدد المعابر إلى واحد للموافقة على تمديدها 6 أشهر فقط.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية في نيويورك أمس، 6 من تموز، إن الاحتياجات بشمال غربي سوريا لا تزال مرتفعة بشكل لا يصدق، مع وجود 2.8 مليون شخص محتاج، و2.7 مليون نازح داخليا.
وأضاف أنه منذ بداية هذا العام، عبرت 8.486 شاحنة من تركيا إلى سوريا، منها 1579 شاحنة عبرت في حزيران الماضي.
وأكد أن الدعم الشهري في نيسان وأيار الماضيين، وصل إلى حوالي 3.2 مليون شخص من داخل سوريا، و1.3 مليون شخص من خلال العمليات عبر تركيا.
وينتهي يوم الجمعة المقبل، 10 تموز الجاري، التفويض الحالي الذي تعمل به الآلية بموجبه، وفقاً لقرار مجلس الأمن الصادر في 11 كانون الثاني الماضي.
وفي 2 من تموز، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مطالبته مجلس الأمن الدولي بضرورة تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، وشدد على أنها “ستظل ضرورية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة للشعب السوري”.
وتسعى روسيا إلى فرض تقليص جديد لنقاط وصول المساعدات إلى سوريا عبر الحدود من إثنان إلى واحد، وعرقلة تجديد الآلية لعام كامل، وذلك بعد أن تمكنت قبل ستة أشهر من تقليصها من أربعة إلى إثنان.
وأبلغت روسيا مجلس الأمن الدولي، أنّها لم تعد تريد سوى نقطة دخول حدودية واحدة فقط للمساعدات الإنسانية التي تقدّمها الأمم المتحدة للسكان في شمال غربي سوريا، ولمدة ستة أشهر حصراً، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر دبلوماسية.
وطالب رئيس مجلس الأمن الدولي، السفير الألماني، كريستوف هويسجن، الأربعاء الماضي بتمديد التفويض الخاص بالآلية، وذلك بعد يوم من إعلانه أن “ألمانيا وبلجيكا طرحتا مشروع قرار بتمديدها”.
واقترحت ألمانيا وبلجيكا في مشروع القرار تمديد الترخيص مجدداً لنقطتَي العبور المستخدمتين على الحدود التركيّة لغاية 10 من حزيران 2021، كما طالبت باستثناء لمدّة ستة أشهر لإعادة استخدام معبر اليعربية على الحدود العراقية، بعد إغلاقه بداية العام بضغط روسي – صيني، غير أن مجلس الأمن لم يصوت حتى الآن على القرار، وسط توقعات بعرقلة روسية لتلك الجهود.
وفي 25 من حزيران، اتهمت الولايات المتحدة، كلاً من روسيا والصين بتقويض جهود مجلس الأمن الدولي الرامية لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري.
وكانت روسيا فرضت بعد استخدامها “الفيتو”، في 11 من كانون الثاني الماضي، خفضا في عدد نقاط العبور الحدوديّة المسموح بها، من أربع نقاط إلى اثنتين، مقابل موافقتها على التمديد للآلية لمدة ستة أشهر فقط، بعد أن كانت تمدد سنوياً.
وهددت روسيا والصين حينها بوقف الآلية في حال إقرارها لعام كامل، أو استخدام الأمم المتحدة معابر مع الأردن والعراق لإدخال المساعدات.