“مصير بشار الأسد في حكم سوريا” يغيب عن محادثات ضامني “أستانا”
محلل سياسي: لا توجد جدية في التوافق على الإطاحة ببشار الأسد.
غاب الحديث عن مصير رأس النظام “بشار الأسد” في حكم سوريا، أثناء اجتماع الأمس للدول الثلاث الضامنة لمحادثات “أستانا” المخصصة لسوريا، رغم الحديث خلال شهر أيار الماضي على أن الدول الثلاث ذاتها ربما قررت تنحيته عن المشهد السوري.
البيان الختامي أمس لاجتماع الضامنين، تحدث عن ضرورة استمرار التهدئة في إدلب، والحل السياسي في سوريا ككل، كما تطرق إلى الحديث عن اللاجئين السوريين والمساعدات الإنسانية وغيرها دون الحديث عن مصير “بشار الأسد”.
موقع “المونيتور” البريطاني، نقل في أيار الماضي أن مجلس الشؤون الدولية الروسي (RIAC) توقع أن تتوصل روسيا وتركيا وإيران إلى توافق على الإطاحة ببشار الأسد وإقرار وقف إطلاق النار مقابل تشكيل حكومة انتقالية تضم المعارضة وأعضاء النظام وقوات سوريا الديمقراطية.
كما أشار مجلس الشؤون الدولية الروسية، إلى أن روسيا أصبحت أكثر جدية بشأن إجراء تغييرات في سوريا لأن حماية الأسد أصبحت عبئاً.
وبعد ذلك علقت كل من روسيا وإيران على هذا الحديث، فالأولى تحدثت على لسان السفير الروسي، لدى طهران، ليفان جاغاريان، في 17 أيار الذي قال: “كما تعلمون هناك بعض الشائعات ليس لها أساس من الصحة مفادها بأن روسيا ليست راضية عن الأسد، لكن مثل هذه التصريحات تم الإدلاء بها من قبل أشخاص لا دور سياسياً لهم لعرض آراءهم الشخصية، لكنها لا تعكس الموقف الرسمي للحكومة الروسية”.
من جانبه قال مستشار رئيس البرلمان الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، عبر تويتر في ذات اليوم (17 أيار)، إن “اتفاق روسيا وإيران على إبعاد الأسد كذبة كبيرة، ولعبة من ألاعيب الإعلام الصهيوني”، مضيفاً أن بشار الأسد هو “الرئيس الشرعي لسوريا”، حسب تعبيره.
كما علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سيد عباس موسوي، قبل حديث عبد اللهيان بأسبوع على ذلك قائلاً “إنها ادعاءات لا أساس لها”، وفقاً لما نقلته وكالة “فارس”.
المحلل السياسي أحمد مظهر سعدو قال في حوارٍ مع راديو الكل اليوم، إن (تركيا وروسيا وإيران) يختلفون في التفكير السياسي والاستراتيجية بالنسبة لمصالحهم وبالنسبة لرأيتهم السياسية حول الحل السياسي في سوريا.
وأستبعد سعدو أن تكون هناك جدية في التوافق حول مصير الأسد لأن ما تطرحه كل دولة يختلف عن طرح الدولة الأخرى حيث أنه لكل من هذه الدول مصالحها المختلفة عن الأخرى.
وأوضح أن إيران لديها مشروع سياسي في المنطقة يختلف عن المشروع الروسي الذي له مصالح تجارية وجيوسياسية في سوريا، كما يختلف ذلك عن الدعم الجدي لتركيا للمعارضة بهدف إحداث تغيير سياسي في سوريا يتفق مع قرارات جنيف.
كما أشار سعدو إلى أنه لا توجد جدية أمريكية للإطاحة ببشار الأسد حيث إن واشنطن ومن خلال تصريحاتها الأخيرة أكدت على أنها تريد تغيير النظام لسلوكه تجاه الشعب السوري وخاصةً عندما بدأت تطبيق قانون قيصر دون الإشارة إلى الإطاحة بالأسد.
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية تحدثت في تقرير لها في أيار الماضي، على أن “المخاطرة بالمزيد من عدم الاستقرار الذي قد ينجم عن تغيير السلطة في سوريا أمر يبدو أن روسيا غير راغبة في القيام به”.