قبيل اجتماع ضامني أستانا حول سوريا ..النظام يصعد خرق اتفاق إدلب (التركي -الروسي)
في الوقت الذي اكتفى فيه الكرملين بالقول إن رؤساء دول ضامني محادثات أستانا سيجتمعون غداً عبر الفيديو لـ التفاوض” حول سوريا -دون ذكر إدلب-، صعد النظام اليوم الثلاثاء، عمليات خرق اتفاق الخامس من آذار لوقف إطلاق النار شمال غربي سوريا الموقع بين أنقرة وموسكو.
ووفقاً لما قاله مراسل راديو الكل في إدلب، فإن قوات النظام قصفت اليوم مناطق عدة في جنوبي محافظة إدلب بالمدفعية الثقيلة حيث لم يتضرر المدنيون لأنهم نزحوا عن المنطقة منذ مدة.
وأوضح المراسل أن القصف طال كل من كنصفرة وشنان والبارة ودير سنبل في جبل الزاوية بقصف مدفعي متقطع منذ صباح اليوم.
كما دارت اليوم اشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام المدعومة من قبل روسيا وميليشيات إيرانية في ريف إدلب الجنوبي.
ولم يقتصر القصف والتوتر على إدلب، حيث قال مراسل راديو الكل في اللاذقية إن قوات النظام المتمركزة في تلة الجب الأحمر شمالي اللاذقية قصفت أيضاً المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في تلال الكبينة اليوم بالمدفعية الثقيلة.
عمليات القصف هذه تزامنت مع ما أعلنه الكرملين الروسي، عن فلاديمير بوتين الذي قال إنه سيجري غدا الأربعاء مفاوضات بواسطة الفيديو مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني من المتوقع أن تتركز على الملف السوري، بحسب قناة روسيا اليوم.
ولم يقل الكرملين أكثر من ذلك عن اجتماع الغد، في حين لم يصدر أي تعليق تركي أو إيراني على اللقاء.
وفي تعليقه على أستانا قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري اليوم، خلال مؤتمر صحفي إن “الولايات المتحدة لا تعتبر صيغة أستانا طريقة مفيدة لتسوية النزاع السوري … مضيفاً، نحن نتعاون بشكل وثيق مع تركيا في مختلف جوانب تسوية الوضع في سوريا”.
وأشار: “كثيراً ما نجري مناقشات مع روسيا بشأن السبل الممكنة لإنهاء الصراع، لكننا لا نتواصل مع “مجموعة أستانا” ككل، وبالطبع ليس لدينا أي علاقة عمل أو تواصل مع إيران” .
الناشط السياسي الدكتور غزوان عدي توقع في حديث مع راديو الكل، اليوم، أن بوتين وجد الفرصة سانحة الآن لمعاودة نشاطاته العسكري، متوقعاً أنه سيضغط خلال الاجتماع على تركيا لأجل تقديم انسحابات في شمال غربي سوريا.
ورأى عدي، أن بوتين سيضغط كذلك على روحاني لسحب المليشيات الإيرانية من سوريا إرضاء للولايات المتحدة، معتبراً أن عدم إعلان أنقرة وطهران عن اللقاء يشير إلى أن هذا اللقاء قد فرض عليهما من قبل موسكو.
وخلال الأيام الماضية شهدت محاور القتال في إدلب 4 محاولات تسلل للنظام شاركت بهما ميليشياتٍ إيرانية وروسيا لأول مرة منذ توقيع اتفاق 5 آذار.
في حين ردت فصائل المعارضة على هذه المحاولات ومنعت المهاجمين من التقدم شبراً واحداً، وأكد الناطق الإعلامي باسم الجبهة الوطنية للتحرير، النقيب ناجي مصطفى، أن المعارضة على أهبة الاستعداد لكل طارئ مع التعبير على عدم الثقة بالنظام وحلفاءه.
تحرك ضامني استانا والتصعيد في إدلب، يتزامن مع قيام “تحرير الشام” بخطواتٍ عدة عززت من خلالها سيطرتها وتفردها بالمشهد العسكري في إدلب من خلال حصر التشكيلات العسكرية والمقرات بموافقتها وضمن غرفة عمليات الفتح المبين التي تصمها والجبهة الوطنية للتحرير و”جيش العزة”.
وتقع إدلب منذ 5 آذار الماضي ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه أردوغان وبوتين في موسكو بعد حملة عسكرية كبيرة للنظام والروس على إدلب تخللها إطلاق تركيا عملية “درع الربيع”.
اجتماع الغد بحسب الكرملين من المتوقع أن يتركز على الملف السوري، لكن ما النقاط التي ستتم مناقشها وما المناطق السورية التي سيتحدث عنها، كل ذلك سيتضح غداً في اجتماع (تركيا وروسيا وإيران) الذين دأبوا منذ عام 2017 على الاجتماع بموجب مباحثات أستانا لبحث الأزمة السورية.