“رايتس ووتش”: معظم الأطفال السوريين في الأردن محرومون من التعليم الثانوي
المنظمة وصفت نسب وصول الأطفال السوريين اللاجئين إلى التعليم الثانوي في جميع أنحاء المنطقة بالـ "كارثية"
أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن غالبية الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن لا تتاح لهم فرصة الالتحاق بالمدارس الثانوية، رغم مضي نحو عقد على بدء وصول اللاجئين السوريين إلى البلاد.
ووثقت المنظمة في تقرير حمل عنوان “بدّي أكمل دراستي: العوائق أمام التعليم الثانوي للأطفال السوريين اللاجئين في الأردن” أمس الجمعة، 26 من حزيران، العقبات المتزايدة التي تعترض وصول الأطفال السوريين اللاجئين إلى التعليم كلما تقدموا في المدرسة.
وأوضح التقرير، أن معدلات الالتحاق بالتعليم في صفوف اللاجئين السوريين بالأردن تنخفض من نحو 90 بالمئة في الصفوف الابتدائية إلى 25-30 بالمئة فقط في المرحلة الثانوية، وفقاً لبيانات حكومية وبيانات الأمم المتحدة.
وبحسب التقرير، يواجه 233 ألف لاجئ سوري في سن الدراسة في الأردن عقبات متعددة أمام التعليم تكون أكثر حدة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاماً، من ضمنها عمالة الأطفال وزواج الأطفال بدافع الفقر، والسياسات الحكومية التي تحد من الوصول إلى التعليم.
وحذرت أنه من المرجح أن يتعرّض الأطفال الذين لا يكملون التعليم الثانوي لانتهاكات حقوقية متعددة.
وأوضحت أن فرص تعليم الأطفال اللاجئين تضررت أكثر بسبب سنوات من تراجع الدعم الإنساني للأردن، حيث يعيش نحو 80 بالمئة من اللاجئين السوريين تحت خط الفقر، قبل أن تفاقم جائحة “كورونا” من حاجتهم.
ووصفت المنظمة نسب وصول الأطفال السوريين اللاجئين إلى التعليم الثانوي في جميع أنحاء المنطقة بالـ”كارثية”، وذكرت أن نسبة التحاقهم في تركيا تصل إلى 27 بالمئة، فيما تبلغ أقل من 4 بالمئة في لبنان.
وطالبت المنظمة المانحين الدوليين والمنظمات الإنسانية، خلال مؤتمر “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” المزعم عقده في 30 حزيران، بضرورة العمل مع الأردن والدول الأخرى التي تستضيف اللاجئين السوريين لتحسين وصول الأطفال بشكل عاجل إلى التعليم الثانوي.
كما دعت الأردن والمانحين الدوليين إلى زيادة برامج التعليم غير النظامي وغير الرسمي بشكل كبير للوصول إلى عدد أكبر من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس ودعمهم لإكمال التعليم الثانوي.
وقالت بريانا سمول، زميلة حقوق الأطفال في هيومن رايتس ووتش ومؤلفة التقرير إن الغالبية العظمى من الأطفال السوريين اللاجئين يفقدون فرصة الدراسة والتعلم حتى قبل أن يصلوا إلى المدرسة الثانوية.
وأضافت أن المانحين وعدوا لسنوات بمنع ضياع الجيل، لذلك يتوجب عليهم في مؤتمر بروكسل هذا العام، بأن يذهبوا إلى ما هو أبعد من التعهدات ويضمنوا أن يكون التعليم الثانوي هو القاعدة وليس الاستثناء للأطفال السوريين.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، أكدت في تقرير شهر تشرين الثاني 2019، أن 39 بالمائة من الأطفال السوريين اللاجئين ما زالوا غير ملتحقين بالمدارس.
وخلال السنوات الماضية فر مئات الألاف من السوريين إلى الأردن جراء التصعيد العسكري للنظام في عموم أرجاء الجنوب السوري، ولاسيما محافظتي درعا وريف دمشق.
ويستضيف الأردن نحو 1.3 مليون سوري، 670 ألف منهم مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة.
ويعيش عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في مخيمات متفرقة بالأردن، أبرزها مخيم الزعتري على مقربة من الحدود السورية الأردنية.
جدير بالذكر أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن أكدت في آب 2019 أن أكثر من نصف الأطفال اللاجئين حول العالم لا يتلقون تعليماً مدرسياً، محذرة من العواقب الوخيمة للأمر على الدول التي تستضيفهم.