“تحرير الشام” تحصر العمل العسكري في إدلب تحت مظلة “الفتح المبين”
الخطوة تأتي بعد اشتباك "تحرير الشام" مع غرفة عمليات "فاثبتوا" المُشكلّة حديثاً
أصدرت “هيئة تحرير الشام” بياناً يعزز سلطتها العسكرية في المناطق التي تسيطر عليها بالشمال المحرر، بحصرها العمل العسكري بغرفة عمليات “الفتح المبين” التي تضمها مع “الجبهة الوطنية للتحرير” و”جيش العزة”، وتأتي هذه الخطوة بعد نحو أسبوعين من تشكيل عدة تنظيمات غرفة عمليات “فاثبتوا” والتي اشتبكت معها الهيئة مؤخراً.
ومنعت “تحرير الشام” في بيانٍ لها أمس الجمعة، إنشاء أية غرفة عمليات أخرى أو تشكيل أو فصيل جديد تحت طائلة المحاسبة، بحيث تصبح جميع النشاطات العسكرية بإدارة غرفة عمليات “الفتح المبين”.
وحصرت المساهمة في المجال العسكري بالغرفة ذاته فقط، داعيةً للابتعاد عما قالت إنه: “ما يفرق الكلمة ويمزق الصف”.
وتأتي الخطوة الجديدة لـ “تحرير الشام” بعد اشتباكات دارت مع غرفة عمليات “فاثبتوا” المُشكلّة في 12 حزيران الحالي (والتي ضمت 5 تنظيمات مقاتلة بالمحرر بينها تنظيم حراس الدين).
وفي نهاية أيار الماضي، دعا مجلس الشورى التابع لـ “تحرير الشام” الفصائل العسكرية في المناطق المحررة إلى “التلاحم وتوحيد الصف ورفع الجاهزية” حسب وصفه.
وبعد دعوة “مجلس الشورى” أعلنت 5 تنظيمات مقاتلة في إدلب هي، “تنسيقية الجهاد” و”تنظيم حراس الدين” و”جبهة أنصار الدين” و”جماعة أنصار الإسلام” و”لواء المقاتلين الأنصار”، تشكيل غرفة عمليات “فاثبتوا”.
وكان من بين المشاركين في الغرفة “أبو مالك التلي” أمير جبهة النصرة (الاسم السابق لتحرير الشام)، في منطقة القلمون الغربي، والذي انتقل إلى محافظة إدلب في 2017 بموجب اتفاق التسوية وعمل مع تحرير الشام بعدها.
والاثنين الماضي، اعتقلت “تحرير الشام”، “أبو مالك التلي”، لما قالت إنه تجنب “المزيد من التفرقة والشقاق”، بعد تشكيله فصيل خاص، في إشارة إلى مشاركته في تشكيل غرفة عمليات “فاثبتوا”.
اعتقال “التلي” دفع “فاثبتوا”، إلى مطالبة “تحرير الشام” بإطلاق سراحه وسراح “أبو صلاح الأوزبكي” وآخرين يتبعون للغرفة كانت “تحرير الشام” اعتقلتهم سابقاً.
وطالبت “فاثبتوا” في بيانٍ لها، بالإفراج الفوري عن هؤلاء و”التوافق على قضاء مستقل يفصل فيما يثار من دعاوى مزعومة بعيداً عن التسييس وتصفية الحسابات”، وأضافت أنه وفي حال لم يتم ذلك “فليتحمل من اعتدى وبغى نتائج الأمور في الدنيا والآخرة”.
وبعد هذه التطورات اندلعت اشتباكات متقطعة بين الطرفين، إلى أن تم توقيع عدة اتفاقات بين الجانبين في مناطق مختلفة من إدلب قضت برفع حواجز وإغلاق مقار لغرفة “فاثبتوا” في عرب سعيد والحمامة وجديدة والبعقوبية وسهل الروج بريف إدلب.
وتسيطر “تحرير الشام” بشكل شبه كامل على محافظة إدلب وغربي حلب، فيما تنتشر مجموعات تابعة لغرفة عمليات “فاثبتوا” على الأطراف الغربية من مدينة إدلب وسرمدا وفي مناطق عدة من خطوط التماس مع النظام.