“فاثبتوا” و”تحرير الشام” يتفقان على حل عدة مشاكل في محافظة إدلب
توقفت اليوم الجمعة الاشتباكات بين “هيئة تحرير الشام” وغرفة عمليات “فاثبتوا” في عدة مناطق من محافظة إدلب بعد توقيع اتفاقين منفصيلين بين الطرفين رتبا خلالهما الانتشار العسكري في أكثر من قرية بالمحافظة.
الاتفاق الأول الذي وقعه ممثل الهيئة “أبو حفص بنش” وممثل “فاثبتوا” “أبو عبدالله السوري” يقضي بوقف إطلاق النار في عرب سعيد وسهل الروج مع رفع الحواجز والاستنفار بين الطرفين، بحيث يبقى أبناء عرب سعيد في قريتهم بالسلاح الشخصي مع إفساح المجال لمن يريد الخروج منهم.
كما نص الاتفاق على إغلاق مقر “حراس الدين” (أحد فصائل فاثبتوا) في عرب سعيد والتعهد بعدم إقامة أي حواجز في القرية، إضافةً إلى إحالة المدعى عليهم إلى “التركستان” للنظرقضائياً في أمرهم.
الاتفاق الثاني، وقعه ممثل الهيئة “أبو عامر” وممثل “حراس الدين” “أبو الدردار”، وينص على التهدئة غربي إدلب في كل من قرى الحمامة واليعقوبية وجديدة، ومنع إقامة الحواجز والمقرات وإفراغها فوراً.
ويأتي الاتفاق بين الطرفين بعد أن أعلنت “فاثبتوا” اليوم صباحاً استعدادها للتفاوض مع “هيئة تحرير الشام” في القضايا الخلافية، حيث أصدرت “تحرير الشام” أمس بوقف الاشتباكات على أن يرضى الطرف الثاني.
ويأتي هذين التفاقين بعد يومين من الاشتباكات المتقطعة بين الطرفين على أطراف مدينة إدلب وفي منطقة عرب سعيد غربي محافظة إدلب.
وأسفرت الاشتباكات بين الطرفين عن مقتل مدني وإصابة اثنين آخرين، فضلاً عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهما، بعد نشر الطرفين عدد من الحواجز في مناطق مختلفة من محافظة إدلب.
ويعود السبب المباشر للاشتباكات إلى اعتقال “تحرير الشام” الاثنين الماضي، “أبو مالك التلي”، لما قالت إنه تجنب “المزيد من التفرقة والشقاق”، بعد تشكيله فصيل خاص، في إشارة إلى مشاركته في تشكيل غرفة عمليات “فاثبتوا” في 12 حزيران الحالي.
اعتقال “التلي” دفع “فاثبتوا”، إلى مطالبة “تحرير الشام” بإطلاق سراحه وسراح “أبو صلاح الأوزبكي” وآخرين يتبعون للغرفة كانت “تحرير الشام” اعتقلتهم سابقاً.
وطالبت “فاثبتوا” في بيانٍ لها، بالإفراج الفوري عن هؤلاء و”التوافق على قضاء مستقل يفصل فيما يثار من دعاوى مزعومة بعيداً عن التسييس وتصفية الحسابات”.
وأضافت أنه وفي حال لم يتم ذلك “فليتحمل من اعتدى وبغى نتائج الأمور في الدنيا والآخرة”.
وشغل “التلي” مركز أمير جبهة النصرة (الاسم السابق لتحرير الشام)، في منطقة القلمون الغربي، قبل أن ينتقل إلى محافظة إدلب في 2017 بموجب اتفاق التسوية.
وبحسب “تحرير الشام” يسعى “التلي”، “منذ فترة طويلة للخروج من الجماعة لتشكيل فصيل خاص، وهو قائم أصلا على بعض الملفات التي كلفته بها الجماعة (تحرير الشام)”.
وفي 12 حزيران الجاري، أعلنت خمس تنظيمات مقاتلة في الشمال السوري المحرر، تشكيل غرفة عمليات ضد من أسمتهم “المعتدين”، بمشاركة جميع التنظيمات التي تُكون غرفة عمليات “وحرض المؤمنين”.
وتحمل غرفة العمليات الجديدة بحسب بيانٍ لها، اسم “فاثبتوا” وتضم كلاً من “تنسيقية الجهاد” و”تنظيم حراس الدين” و”جبهة أنصار الدين” و”جماعة أنصار الإسلام” و”لواء المقاتلين الأنصار”.
وكان “أبو مالك التلي” أحد المشاركين في تشكيل هذه الغرفة (فاثبتوا)، الأمر الذي دفع “تحرير الشام” لاعتقاله.
وتسيطر “تحرير الشام” بشكل شبه كامل على محافظة إدلب، فيما تنتشر مجموعات تابعة لغرفة عمليات “فاثبتوا” على الأطراف الغربية من مدينة إدلب وسرمدا وفي مناطق عدة من خطوط التماس مع النظام.