بعد اشتباكات متقطعة.. “فاثبتوا” تعلن استعدادها للتفاوض مع “تحرير الشام”
الاشتباكات بين الطرفين في إدلب أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين
أعلنت غرفة عمليات “فاثبتوا” استعدادها للتفاوض مع “هيئة تحرير الشام” في القضايا الخلافية التي بدأت بالظهور بين الجانبين بعد اعتقال الأخيرة مسؤول اللجنة العسكرية في الأولى “أبو مالك التلي” قبل أيام، لتدور على إثرها اشتباكات بين الطرفين في مناطق بإدلب، أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين.
وقالت غرفة عمليات “فاثبتوا” (المُشكلّة قبل أسبوعين من عدة تنظيمات منها حراس الدين) في بيانٍ اليوم لجمعة، إنها على استعدادها للتفاوض مع “هيئة تحرير الشام” بخصوص المعتقلين واللجنة القضائية المتفق عليها للنظر في “القضايا المثارة” بين الجانبين.
وحتى ساعة إعداد هذا الخبر لم تصدر تحرير الشام أي تعليق على ما قالته “فاثبتوا” اليوم، إلا أن مراسل راديو الكل في إدلب قال إنه لم يتم رصد أي اشتباكات بين الطرفين حتى ظهر اليوم الجمعة.
ويوم أمس اتفق الطرفان على عدم نشر حواجز بعدة مناطق غربي إدلب، كما أصدرت تحرير الشام بياناً بوقف الاشتباكات على أن يرضى الطرف الثاني.
ويأتي هذا البيان بعد يومين من الاشتباكات المتقطعة بين الطرفين على أطراف مدينة إدلب وفي منطقة عرب سعيد غربي محافظة إدلب.
وأسفرت الاشتباكات بين الطرفين عن مقتل مدني وإصابة اثنين آخرين، فضلاً عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهما، بعد نشر الطرفين عدد من الحواجز في مناطق مختلفة من محافظة إدلب.
ويعود السبب المباشر للاشتباكات إلى اعتقال “تحرير الشام” الاثنين الماضي، “أبو مالك التلي”، لما قالت إنه تجنب “المزيد من التفرقة والشقاق”، بعد تشكيله فصيل خاص، في إشارة إلى مشاركته في تشكيل غرفة عمليات “فاثبتوا” في 12 حزيران الحالي.
اعتقال “التلي” دفع “فاثبتوا”، إلى مطالبة “تحرير الشام” بإطلاق سراحه وسراح “أبو صلاح الأوزبكي” وآخرين يتبعون للغرفة كانت “تحرير الشام” اعتقلتهم سابقاً.
وطالبت “فاثبتوا” في بيانٍ لها، بالإفراج الفوري عن هؤلاء و”التوافق على قضاء مستقل يفصل فيما يثار من دعاوى مزعومة بعيداً عن التسييس وتصفية الحسابات”.
وأضافت أنه وفي حال لم يتم ذلك “فليتحمل من اعتدى وبغى نتائج الأمور في الدنيا والآخرة”.
وشغل “التلي” مركز أمير جبهة النصرة (الاسم السابق لتحرير الشام)، في منطقة القلمون الغربي، قبل أن ينتقل إلى محافظة إدلب في 2017 بموجب اتفاق التسوية.
وبحسب “تحرير الشام” يسعى “التلي”، “منذ فترة طويلة للخروج من الجماعة لتشكيل فصيل خاص، وهو قائم أصلا على بعض الملفات التي كلفته بها الجماعة (تحرير الشام)”.
وفي 12 حزيران الجاري، أعلنت خمس تنظيمات مقاتلة في الشمال السوري المحرر، تشكيل غرفة عمليات ضد من أسمتهم “المعتدين”، بمشاركة جميع التنظيمات التي تُكون غرفة عمليات “وحرض المؤمنين”.
وتحمل غرفة العمليات الجديدة بحسب بيانٍ لها، اسم “فاثبتوا” وتضم كلاً من “تنسيقية الجهاد” و”تنظيم حراس الدين” و”جبهة أنصار الدين” و”جماعة أنصار الإسلام” و”لواء المقاتلين الأنصار”.
وكان “أبو مالك التلي” أحد المشاركين في تشكيل هذه الغرفة (فاثبتوا)، الأمر الذي دفع “تحرير الشام” لاعتقاله.
وتسيطر “تحرير الشام” بشكل شبه كامل على محافظة إدلب، فيما تنتشر مجموعات تابعة لغرفة عمليات “فاثبتوا” على الأطراف الغربية من مدينة إدلب وسرمدا وفي مناطق عدة من خطوط التماس مع النظام.