موسكو تنسحب من تنظيم دولي يحمي المنشآت الحيوية السورية من الاستهداف
روسيا متهمة من جهات دولية وسورية عدة بتقصد قصف المرافق الحيوية في سوريا
انسحبت روسيا المتهمة من جهات دولية وسوريّة عدة بتقصد قصف المرافق الحيوية في سوريا، من ترتيب طوعي تقوده الأمم المتحدة لحماية المستشفيات وشحنات المساعدات الإنسانية في سوريا من استهداف الأطراف المتحاربة.
ونقلت وكالة رويترز، أمس الخميس، أن روسيا انسحبت من هذا الترتيب، على خلفية تحقيق داخلي للأمم المتحدة خلص في نيسان الماضي، إلى أن من “المحتمل للغاية” أن يكون النظام أو حلفاؤها قد نفذوا هجمات على ثلاث منشآت للرعاية الصحية ومدرسة وملجأ للأطفال في شمال غربي البلاد العام الماضي.
واستعرض ملخص التحقيق في نيسان الماضي، 7 حوادث طالت مقار أغلبها مراكز طبية، والتي وقعت بين نيسان وحتى تموز 2019، والتي طلبت الأمم المتحدة التحقيق فيها في آب من العام ذاته، بموجب السلطة المخولة لها طبقاً للمادة الـ97 من ميثاق الأمم المتحدة.
وبحسب رويترز، اتهم السفير الروسي بالأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا” أمس، من أسماهم بـ “جماعات معارضة عديدة وإرهابيين عبر وكلاء لهم”، بإساءة ما وصفه بـ “استغلال عملية خفض التصعيد لأغراض إنسانية”.
وأضاف نيبينزيا، إن روسيا تعتقد أن الأمم المتحدة يجب أن تقدم أي معلومات ذات صلة لنظام الأسد، قائلاً: ”لا نرى الانسحاب تهديداً لعمال الإغاثة على الأرض إذا كانت المعلومات المقدمة دقيقة وجديرة بالثقة”.
وتشارك روسيا عسكرياً قوات النظام في الحرب ضد السوريين الثائرين، منذ أواخر عام 2015، وتشير تقارير للشبكة السورية لحقوق الإنسان والدفاع المدني السوري ومنسقو استجابة سوريا، إلى أنها تتعمد على الدوام قصف المنشآت الحيوية المدنية في سوريا وعلى الأخص الشمال المحرر عبر الحملات العسكرية المتعاقبة.
كما أعلنت روسيا منذ 2015 إلى الآن أنها اختبرت عشرات الأسلحة في الحرب السورية والتي أثبتت فعاليتها ما زاد الطلب عليها في السوق الدولية.
وتدعي روسيا أن قواتها لا تستهدف المدنيين أو البنية التحتية المدنية وتشكك منذ فترة طويلة في المصادر التي استخدمتها الأمم المتحدة للتحقق من الهجمات.
واليوم علق فريق منسقو استجابة سوريا على الانسحاب الروسي بالقول، بأنها خطوة عدائية واضحة تجاه السكان المدنيين في سوريا، وخطوة روسيا للتنصل من العقوبات الدولية والجنائية، وهو مقدمة جديدة وتمهيد لجرائم حرب في شمال غربي سوريا.
وبموجب ترتيب الأمم المتحدة لخفض التصعيد، جرى إطلاع الأطراف المتحاربة على مواقع المنشآت التي تدعمها المنظمة الدولية والمواقع الإنسانية الأخرى مثل المستشفيات والمراكز الصحية، وذلك في محاولة لحمايتها.
وبحسب رويترز فإن ”الأمم المتحدة قلقة بشأن انسحاب روسيا من آلية الإبلاغ وتبحث تداعيات القرار على عمال الإغاثة والعمليات الإنسانية في سوريا“.
وطبقت الأمم المتحدة هذا الترتيب في سوريا منذ عام 2014، وقامت بتحديثها في بداية 2018.
رويترز – راديو الكل