الإيكونوميست: لا حلول لدى الأسد للأزمات التي تشهدها البلاد
على الرغم من مقتل مئات الآلاف من السوريين خلال السنوات التسع الماضية من عمر الثورة، إلا أن البلاد تتجه مجدداً بطريقة ما نحو احتجاجات مشابهة للتي شهدتها عام 2011.
وقالت مجلة الإيكونوميست في تقرير، نشرته اليوم 20 من حزيران، تحت عنوان “الأسد لا يملك حلولاً للأزمة السورية” إن المتظاهرين في جنوب البلاد عادوا لترديد شعارات مناهضة للنظام، وهي نفس الشعارات التي أطلقت في بداية الثورة.
وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للنظام من قبيل “الله، سوريا، حرية وبس”، وأسقطوا، اسم الأسد، من الثالوث الرسمي المعتمد لدى مؤيدي النظام، “الله سوريا بشار وبس”.
ويشكو معظم السوريين الفقر والفساد وعدم المساواة الاجتماعية، يقول محاضر جامعي في دمشق للمجلة “إن المظالم التي أشعلت الانتفاضة أصبحت أكثر وضوحا اليوم”.
وخلال تغطيته للتطورات في جنوب البلاد، جاهد مراسل على التلفزيون الحكومي، للعثور على أشخاص مستعدين للثناء على الأسد.
وعلى الرغم من استعادة الأسد السيطرة على مساحات واسعة من سوريا بمساعدة إيران وروسيا، وباستخدام أسلحة كيميائية، إلا أنه يواجه الآن تحديات جديدة لا يمكن حلها بالقوة.
ويأتي مقدمة تلك الأزمات انهيار العملة التي تدفع بالمزيد من السوريين نحو الفقر، بالتزامن مع مجموعة جديدة من العقوبات الأميركية التي ستجعل الأمور أكثر سوء، فيما بدأت تبرز معارضة حتى داخل منظومة الأسد، بعد فشله في تقديم أي حلول للأزمات المتزايدة.
وبحسب الإيكونوميست، كانت سوريا عندما ورث الأسد الرئاسة عن والده قبل عقدين من الزمن، في عداد الدول متوسطة الدخل، أما الآن فأكثر من 80 في المائة من سكانها فقراء، مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي بمقدار الضعفين عما كان عليه قبل الأزمة.
كما فاقمت الأزمة في لبنان من ذلك الوضع الحرج، ولاسيما أنه أكبر سوق خارجي لسوريا والمورد الرئيسي للدولار.
ومع ندرة العملة الصعبة في كلا البلدين، انخفضت قيمة الليرة السورية إلى مستويات قياسية، ليرتفع سعر الدولار من حوالي 50 ليرة قبل عام 2011، ليصل إلى نحو ثلاثة آلاف في السوق السوداء.
وانعكس الانهيار المتواصل للعملة المحلية على أن القدرة الشرائية للموظفين الحكوميين في ظل ارتفاع للأسعار، والنتيجة، كما تقول الأمم المتحدة، أن الكثير من الناس لم يعد بإمكانهم شراء الطعام، فيما نفدت الأدوية من الصيدليات، بسبب عجز التجار عن تأمين ما يكفي من المال لدفع ثمن استيرادها من الخارج.
وإضافة لهذه المعطيات، تظهر أزمة جديدة، وفقا للمجلة، تتمثل في أن المزيد من المؤيدين السابقين للأسد تخلوا عنه.
وتحدثت المجلة عن الاحتجاجات التي نظمها المئات من أفراد الطائفة العلوية، التي ينحدر منها الأسد، بالإضافة إلى الدروز في السويداء.
ونقلت المجلة عن الصحفي السوري إبراهيم حميدي قوله إن “مشكلة النظام تكمن حاليا في الموالين له، وليس مع المعارضة”.
وقرر الأسد عزل رئيس وزرائه عماد خميس في 11 حزيران الجاري، وبات يعتمد الآن على دائرة متناقصة من الأصدقاء.
وبات ملايين السوريين يعتمدون على المساعدات الغذائية التي يشرف على توزيعها نظام الأسد، الذي تمرس في كيفية التعامل مع الضغوط وإلقاء اللوم على الآخرين بعد أربعة عقود من العقوبات.
ودأب الأسد على ترديد أن الغرب يشن حربا اقتصادية على سوريا، بعد أن فشل في الإطاحة به من خلال تسليح المعارضين.
كما إنه ينتقد الولايات المتحدة لتسليمها الأراضي التي تحتوي على حقول النفط السورية وسلة الخبز للأكراد.
فيما لا تزال روسيا وإيران تواصلان دعم الديكتاتور، وتأملان في الحصول على أرباح نظير مراهنتهم على الأسد