واشنطن تحذر النظام قبل بدء تطبيق قانون “قيصر”
حذرت الولايات المتحدة الأمريكية نظام الأسد من أنه سيواجه عقوبات وضغوط اقتصادية متزايدة في حال عدم قبوله بحل سياسي، مع اقتراب تطبيق قانون “قيصر” الأمريكي على النظام وحلفائه، وتدهور الليرة السورية المتسارع.
وقالت السفارة الأمريكية في دمشق على صفحتها الرسمية في فيس بوك، اليوم الأربعاء، إنه يجب على النظام اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل سياسي للصراع السوري يحترم حقوق وإرادة الشعب السوري أو يواجه عقوبات وعزلات مستهدفة.
وأضافت ستواصل الولايات المتحدة العقوبات المحددة الأهداف وزيادة الضغط الاقتصادي على نظام الأسد حتى تحقيق تقدم لا رجعة فيه في العملية السياسية، بما في ذلك وقف اطلاق النار على الصعيد الوطني.
كما أشارت إلى أن استراتيجية الخروج الوحيدة المتاحة للنظام هي قرار مجلس الأمن 2254.
وهذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها الولايات المتحدة رسائل للنظام تتعلق بقيصر، فالأحد قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، إن واشنطن تريد عملية سياسية في سوريا من الممكن ألا تقود إلى تغيير للنظام، فهي تطالب بتغيير سلوكه وعدم تأمينه مأوى “للمنظمات الإرهابية”، وعدم تأمينه قاعدة لإيران لبسط هيمنتها على المنطقة.
وأمس، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن الجمهوريان جيمس ريش ومايكل مكول والديمقراطيان إليوت إنغل قولهم في بيان، أنه “يجب على الإدارة الأمريكية تطبيق قانون قيصر بشكل صارم وفي موعده، حتى تصل إلى النظام ومن يحافظون على وجوده رسالة مفادها أن الأسد لا يزال منبوذاً”.
وانخفضت قيمة الليرة السورية بالأيام الماضية إلى أدنى مستوياتها منذ طرحها عام 1920، حيث سجلت 3400 ليرة لكل دولار أمريكي واحد، لتعدل اليوم من الوضع الذي وصلته وتسجل نحو 2200 للدولار الواحد.
وأرجع محللون اقتصاديون التدهور إلى الخلاف بين رامي مخلوف والنظام، واقتراب تطبيق قانون “قيصر” على النظام وداعميه.
كما أرجع جيفري انهيارات الليرة السورية المستمرة إلى الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة، وأكد أن ذلك دليل على أن روسيا وإيران لم تعودا قادرتين على تعويم النظام.
وكان جيفري قال سابقاً إن قانون “قيصر” سيصبح ساري المفعول في شهر حزيران، لتتمّ من خلالها ملاحقة الأفراد والمجموعات التي تتعامل مع نظام الأسد.
ويفرض قانون “قيصر” عقوباته على مدار 5 سنوات ويعاقب الأجانب الداعمين للنظام، كما يعاقب منتهكي حقوق الإنسان والمتواطئين معهم.
بالمقابل، وضعت الإدارة الأمريكية، ستة شروط لرفع عقوبات “قيصر”، وهي “وقف قصف المدنيين من قبل الطائرات الروسية وطائرات النظام، ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة من قبل النظام وإيران وروسيا.
كما اشترطت السماح بمرور المساعدات الإنسانية وتحرّك المدنيين بحرّية، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، والسماح بدخول منظمات حقوق الإنسان إلى السجون، ووقف قصف المراكز الطبية والمدارس والمناطق السكنية والتجمعات المدنية، وعودة المهجّرين، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا”.