على وقع انهيار الليرة.. محلات تجارية بعموم سوريا تغلق أبوابها وتجمد عملية الشراء
انهيار الليرة المتسارع ينعكس مباشرة على حركة الأسواق السورية
على وقع الانهيار المتسارع والمستمر لليرة السورية أمام العملات الأجنبية وبشكل خاص الدولار الأمريكي الذي يعتمده قسم كبير من تجار سوريا في تسعير بضائعهم، أغلقت اليوم الاثنين الكثير من المحلات التجارية في مناطق سوريا عدة أبوابها اليوم وخرج الأهالي بمظاهرات اجتجاجاً على تردي الوضع الاقتصادي.
في إدلب قال مراسل راديو الكل هناك إن أغلب المحلات التجارية (الغذائية والمحروقات) امتنعت اليوم عن البيع والشراء، فيما أغلقت محلات أخرى أبوابها، وسادت حالة من الركود مع عجز الأهالي عن تأمين احتياجاتهم اليومية.
وأمس خرجت مظاهرتان شعبيتان في إدلب عند ساحة الساعة وسط المدينة اجتجاجاً على الأسعار المتزايدة، مطالبةً التجار بتنفيذ إضراب عام لضبط الأسعار بما يوازي الوضع المعيشي.
وفي اعزاز شمالي حلب لم يكن الوضع بأحسن حالاً، حيث توقفت محلات كثيرة عن البيع والشراء وارتفعت الأسعار بشكل جنوني وسادت حالة من الاستياء أرجاء المنطقة، بحسب مراسل راديو الكل في إدلب.
في دير الزور حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية، قالت مراسلتنا هناك بأن الأهالي في بلدة ذيبان والعزبة وجديدة عكيدات شرقي المحافظة خرجوا اليوم احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والفساد الاداري وعجز قوات سوريا الديمقراطية عن دعم المواد الاستهلاكية الأساسية مع تدهور أسعار صرف الليرة.
الحسكة هي الأخرى سادها الاستياء الشعبي والتخوف من لهيب الأسعار، إذ حاول اليوم مدنيون اقتحام مقرين لمنظمتي “IRC” و”كونسرن” الدوليتين الإغاثينين في مدينة الشدادي ما دفع قوات سوريا الديمقراطية للتدخل ومحاولة تفريق المحتجين بإطلاق الرصاص بالهواء بحسب ما قاله مراسلنا شرقي الفرات.
أما في مناطق النظام فخرج العشرات من الأهالي في مدينة السويداء، لليوم الثاني على التوالي، بمظاهرة ضد نظام الأسد وطالبوه بالرحيل كردة فعل على ارتفاع الأسعار وسوء الأوضاع المعيشية بحسب “شبكة السويداء 24″.
وفي درعا، قال تجمع أحرار حوران، إن العشرات من أهالي مدينة طفس غربي المحافظة خرجوا أمس بمظاهرة احتجاجية، رفعوا خلالها لافتات تساند المظاهرات الاحتجاجية في محافظة السويداء.
ووصل اليوم سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية إلى 3200 في أسواق دمشق وحلب، و3500 في أسواق إدلب، بعد أن أغلق سعر الصرف امس في أسواق دمشق 2900 للدولار الواحد.
وأمس، أرجع المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري انهيارات الليرة المستمرة إلى الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة، وأكد أن ذلك دليل على أن روسيا وإيران لم تعودا قادرتين على تعويم النظام، مضيفاً أن النظام لم يعد بدوره قادراً على تبييض الأموال في المصارف اللبنانية التي تعاني هي أيضاً من أزمة.
كما عرض جيفري على النظام القيام بعملية سياسية في سوريا من الممكن ألا تقود إلى تغيير النظام، ولكنها تطالب بتغيير سلوكه وعدم تأمينه مأوى “للمنظمات الإرهابية”، وعدم تأمينه قاعدة لإيران لبسط هيمنتها على المنطقة.
من جانبها علقت وكالة “سانا” التابعة للنظام، على تصريحات جيفري بالقول: إنه يتباهى “باستهداف المواطن السوري بلقمة عيشه”، وأن انهيار الليرة السورية يعود إلى “إجراءات إدارته غير الشرعية التي تشكل انتهاكاً لأبسط حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”، حسب تعبيرها.