فورين بوليسي: مصير الأسد مرتبط بالانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة
ألقت مجلة “فورين بوليسي” في تقرير الضوء على الآثار المتوقعة للانتخابات الأمريكية القادمة على مستقبل رأس النظام بشار الأسد بالسلطة في سوريا.
وقالت المجلة في تقرير نشرته أول أمس، 2 من حزيران، إن بقاء نظام الأسد يعتمد، بشكل مثير للسخرية، على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني وما سيعنيه للعلاقات الأميركية الإيرانية.
وأضافت المجلة أن سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا تمتعت بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الغالب، حيث تبنت كل من إدارتي أوباما وترامب نهجا مشابها تجاه سوريا، تضمن الانخراط في تدخلات عسكرية شاملة لهزيمة تنظيم داعش وفرض عقوبات اقتصادية قاسية على نظام الأسد.
وتوقع التقرير ألا يتغير نهج واشنطن تجاه سوريا أيا كانت نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، لكن موقف الفائز سينعكس تجاه إيران بشكل غير مباشر على الاقتصاد السوري ونظام الأسد، وفقا للتقرير.
وبحسب المجلة، يمكن أن يعتمد النظام في الظروف العادية، على إيران للحصول على دعم مالي، لكن العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عام 2018، دفعت الاقتصاد الإيراني إلى الركوع، مما أجبرها على تركيز مواردها المحدودة إلى الداخل، وترك سوريا لمواجهة المشاكل الاقتصادية وحدها.
وفي حال فوز ترامب بولاية ثانية، فمن المرجح أن تواصل إدارته حملة الضغط القصوى على طهران، مع الإبقاء على عقوبات صارمة على البلاد وإجبارها على تركيز مواردها على اقتصادها المتداعي، وكذلك على الشعور المتزايد بعدم الرضا العام عن النظام.
ولكن إذا فاز المرشح الديمقراطي المفترض جو بايدن، فمن المرجح أن تعود الولايات المتحدة نحو الدبلوماسية، وتختار الانخراط مع إيران، مع احتمال أن ترفع إدارة بايدن بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، مما يسمح لها بتوجيه مواردها مرة أخرى في الخارج، ولاسيما نحو نظام الأسد.
وترى المجلة أن تدفق الأموال النقدية من إيران سيعزز نظام الأسد، مما يسمح له بإعادة بناء شرعيته في الداخل، من خلال تخفيف الاستياء بين السوريين الفقراء.
وتدعم إيران نظام الأسد عسكريا وماديا، وأبرمت معه اتفاقية عام 2013 تتيح لحكومة النظام الاقتراض حتى سقف مليار دولار بفوائد ميسرة بواسطة خط ائتماني بين المصرف التجاري السوري وبنك تنمية الصادرات الإيراني الحكومي، غير أن ذلك الخط الائتماني توقف عام 2019، بحسب رئيس وزراء حكومة النظام.
ومؤخراً، أفاد النائب الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، من لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، أن بلاده أنفقت ما بين 20 ملياراً و30 مليار دولار في سوريا لدعم الأسد ومحاربة تنظيم داعش، مضيفاً أنه يجب على إيران أن تستعيد هذه الأموال من سوريا.
ويعاني الاقتصاد السوري من انهيار جراء الحرب التي أطلقها النظام ضد السوريين، والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، بالتوازي مع انهيار غير مسبوق في قيمة الليرة السورية حيث تجاوز سعر الدولار الواحد يوم أمس حاجز 2000 ليرة.
وسبق أن أعلن المبعوث المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، مطلع أيار الماضي، أن قانون “قيصر”، الذي سيفرض عقوبات على النظام وداعميه، سيدخل حيز التنفيذ خلال شهر حزيران الجاري.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين التابعة لحكومة النظام استجدت في بيان أمس المجتمع الدولي للتدخل في رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، مع اقتراب الموعد الذي حددته الإدارة الأمريكية للبدء بتنفيذ قانون” قيصر”.
مجلة فورين بوليسي – راديو الكل