هل تعكس تحركات ضامني أستانا الأخيرة خلافاً تركياً – إيرانياً – روسياً حول إدلب؟
شهدت الأيام الأخيرة حراكاً لضامني أستانا حول سوريا بدايته زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للأسد تلاها اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا، وما بين الزيارة والاجتماع جرى اتصال بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، وبوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني.
وتم الحديث في هذه الاتصالات واللقاءات بشكل رئيس عن اتفاق إدلب الأخير الموقع في موسكو يوم 5 آذار الماضي بين تركيا وروسيا.
فالإثنين الماضي وصل ظريف لدمشق (رغم ظروف الحجر الصحي العالمي ضد كورونا)، وبحسب إعلام النظام تم تناول آخر مستجدات المسار السياسي ومن بينها اللجنة الدستورية واتفاق استانا وتطورات الأوضاع في الشمال السوري والنقاط التركية وموضوع الأسلحة الكيماوية.
الباحث والمحلل السياسي، جودت الجيران قال لراديو الكل، بإن إيران دفعت وزير خارجيتها إلى دمشق بسبب شعورها بأنها تُهمش على الساحة السورية من خلال اتفاق روسيا وتركيا الأخير حول إدلب، وأضاف، بأن إيران منزعجة من ذلك، وهو ما دفعها لإرسال شخصية كظريف إلى دمشق.
بعد هذا اللقاء المفاجئ (ظريف بالأسد) والذي لم يتم الحديث عن مخرجاته إلا ما قالته وسائل إعلام النظام، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظام الأسد من الاستمرار في خرق وقف إطلاق النار في إدلب، وقال، إنه “في حال استمر النظام بانتهاك وقف إطلاق النار سنجعله يدفع الثمن غالياً”، كما أكد “لن نتسامح مع “المنظمات المظلمة” التي تقوم بأعمال استفزازية من أجل إفشال الإتفاق”، وفقاً لوكالة الأناضول.
جودت الجيران، رأى عبر راديو الكل إن هناك خلافاً بين الروس والإيرانيين في سوريا وخاصةً حول الاتفاق الأخير في إدلب (الذي لم تكن إيران طرفاً فيه)، مشيراً إلى أن إيران تحاول إفشال الاتفاق وهو ما حث عليه ظريف رأس النظام بلقائهما الأخير، برأيه.
وأشار الجيران إلى أن تركيا هددت إيران بشكل غير مباشر من أي خرق للاتفاق في إدلب من خلال خطاب أردوغان الأخير وتهديده النظام و”الجماعات المظلمة” -حيث يشار إلى أن هذه الجماعات هي ميليشيات إيران-.
تلا التهديد التركي اتصال هاتفي بين أردوغان وبوتين تبادلا فيه بشكل مفصل الآراء بشأن “الأوضاع في سوريا، بما في ذلك سير تطبيق الاتفاقات حول إدلب، وخاصة اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 5 آذار الماضي”، بحسب ما نقل الكرملين.
كما جرى اتصال بين بوتين وروحاني (بُعيد اتصال بوتين -أردوغان) وتم الحديث بحسب الرئاسة الإيرانية بأن روحاني قال لبوتين: “نؤكد على ضرورة مواصلة الحوار بين إيران وروسيا وتركيا في إطار مسار أستانا، من أجل العمل على حل أزمات المنطقة”.
وبعد كل هذه الاتصالات واللقاءات عَقد أمس عبر تقنية مؤتمرات الفيديو، وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران الدول الضامنة لمسار أستانا (اتفاق مناطق خفض التصعيد)، اجتماعهم المتعلق بسوريا.
وقال تشاووش أوغلو في تغريدة بتويتر حول الاجتماع “عقدنا الاجتماع السابع في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري عن بعد، وبحثنا آخر التطورات في إدلب وشرق الفرات، وتطورات العملية السياسية والوضع الإنساني وعودة اللاجئين”.
من جانبها قالت الخارجية الروسية: إن “الوزراء الثلاثة جددوا تمسك روسيا وإيران وتركيا باحترام سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وفقا للقرار 2254 لمجلس الأمن الدولي”.
أما الخارجية الإيرانية فقالت إن الاجتماع أكد على “استمرار المشاورات والتعاون بين الدول الثلاث، الضامنة لعملية أستانا، على أعلى المستويات، حيث أن هذه العملية هي العملية الأهم والأكثر تأثيرا لحل الأزمة السورية”.
ولفت وزير الخارجية الإيراني، ظريف، خلال الاجتماع إلى “ضرورة التوسع في مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية”.
المحلل السياسي جودت الجيران علق على الاجتماع بالقول: إن تصريح الدول الثلاث عن مخرجات الاجتماع كان مختلفاً عن الآخر، مشيراً إلى أن ذلك يدل على أن كل طرف بالاجتماع له أجندته الخاصة التي لم يتم الإعلان عنها.
وعقدت آخر جولة من المباحثات بصيغة أستانا في كانون الأول الماضي، وكان من المقرر إجراء جولة جديدة في آذار هذا العام بإيران، لكن ذلك لم يحدث بسبب انتشار فيروس كورونا.
وتوصلت تركيا وروسيا، في 5 آذار الماضي، لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، وإنشاء “ممر آمن” على الطريق الدولي “M4” وتسيير دوريات مشتركة.
راديو الكل – عبدو الأحمد