سنتان على هجوم النظام بالغازات السامة على مدينة دوما
رغم الجرائم المستمرة للنظام وروسيا بكل أنواع الأسلحة التقليدية والمحرمة بكل الشرائع الدولية على كل المناطق المعارضة، إلا أن يوم السابع من نيسان عام 2018 اختلف عن ما قبله وما بعده في مدينة دوما بالغوطة الشرقية لدمشق، حيث قضى عدد من أهلها في ذلك اليوم خنقاً بالغازات السامة.
استيقظ السوريون والعالم يوم السابع من نيسان 2018 على جريمة مروعة للنظام في مدينة دوما، آخر جيب للمعارضة في الغوطة الشرقية حينها، استخدمت فيها الأسلحة الكيميائية المحظورة دولياً.
سقط في ذلك اليوم وحده 142 مدنياً وأصيب أكثر من 1000 آخرين من جراء قصف المدينة بصواريخ تحوي غاز السارين والكلور السامين.
العام الماضي أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تقريرٍ لها استخدام غاز الكلور في الهجوم على مدينة دوما.
لكن هذا التقرير لم يشر بأصابع الاتهام إلى أي طرفٍ لأن هذا الأمر لم يكن من صلاحيات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تلك الفترة. إلا أن المنظمة أعطيت لاحقاً صلاحياتٍ تتيح لها تحديد المسؤول عن الهجمات الكيميائية التي وقعت في سوريا منذ العام 2014.
وقالت المنظمة: إن ثمة “دوافع منطقيةً تتيح القول: إن عنصراً كيميائياً تم استخدامه كسلاحٍ في السابع من نيسان 2018 خلال الهجوم على دوما في الغوطة الشرقية لدمشق”، موضحة أن “هذا العنصر الكيميائي كان يحوي غاز الكلور”.
وكانت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة قد حمّلت النظام مسؤولية الهجوم الكيميائي في دوما، وشنّت ضرباتٍ جويةً استهدفت منشآتٍ عسكريةً تابعةً له رداً على ذلك.
هذه المنطقة لم تكن الوحيدة التي تعرضت للقصف بالكيميائي، حيث شهدت الغوطة الشرقية ومعضمية الشام بالغوطة الغربية يوم 21 آب 2013، قصفاً بغاز السارين من قبل قوات النظام، خلّف مقتل أكثر من ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال.
وقبل عدة أيامٍ مرّت الذكرى السنوية الثالثة للهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون، وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان: إنها وثّقت قرابة مئتين وواحدٍ وعشرين هجوماً كيميائياً منذ 2012 حتى بداية نيسان الماضي.
وغاز السارين: هو غاز أعصاب يعمل على زيادة الإفرازات من القصبة الهوائية، وزبد على الفم وسيلان من الأنف والعيون وغشاوة في البصر، ويؤدي إلى صغر في حدقة العين وألم فيها، ويبطئ ضربات القلب، ويسبب التعرق والتقيؤ والإسهال وارتجافات وتشنجات وتقلصات عضلية واختلاجات.
ومن الممكن أن تظهر هذه الأعراض كلها أو بعض منها في دقائق أو ساعات بحسب كمية تعرض الإنسان للغاز والمدة والطريقة.
ويشكو الضحايا الذين يصابون به أولاً من صداع شديد واتساع بؤبؤ العين، ثم تشنجات عصبية وتوقف التنفس ثم غيبوبة تسبق الموت.
وتصنف الأمم المتحدة في قرارها 687 الصادر عام 1991 غاز السارين من بين أسلحة الدمار الشامل، ويحظر القرار على الدول الموقعة إنتاج هذا الغاز أو استخدامه.
وفي عام 1993، تبنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة.
واستخدم النظام الغازات السامة عدة مرات ضد المدنيين في سوريا منذ بدء الثورة، ففي 21 آب 2013 نفذ النظام هجوماً كيميائياً على الغوطة الشرقية لدمشق راح ضحيته نحو 1500 مدني من بينهم مئات الأطفال، وفي الرابع من نيسان 2017 قصف مدينة خان شيخون جنوبي إدلب بغاز السارين ما سبَّب مقتل أكثر من 100 مدني.